مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور

سورة الحج
مكية.
قال أبو عمرو الداني: إلا ثلاث آيات منها نزلت بالمدينة في الذين
تبارزوا يوم بدر، وهم ثلاثة مؤمنون: علي، وحمزة، وعبيدة بن الحارث
رضي الله عنهم، وثلاثة كافرون: عتبة وشيبة ابنا ربيعة، والوليد بن عتبة
وهي قوله تعالى: (هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ- إلى قوله -:
وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ (24) .

(2/290)


هذا قول ابن عباس رضي الله عنهما، وعطاء بن يسار، إلا أن ابن
عباس رضي الله عنهما لم يذكر إلى أين ينتهين، وذكره عطاء.
وقيل عن ابن عباس: هي أربع آيات، ينتهين إلى قوله (الحريق)
وقال الجعبري: (قال) ابن عباس: مكية إلا أربعاً، وعطاء: إِلًا سِتاً.
واتفقا على أنهن من (هذان خصمان) ، إلى: (الحميد) ، فكأنَّ
عطاء عد (الحميم) و (الجلود) ، ولم يعدهما ابن عباس.
وقال قتادة: الحج مدنية، إلا أربع آيات منها نزلت بمكة، وهن:

(2/291)


(وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى - إلى قوله -: عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ) .
وعزاه الأصفهاني إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
قال الجعبري: ويجمع بينهما بالأصالة والتبع.
قلت: ويقدح في هذا الجمع الاستثناء في كل قول، ومن أغرب
الأشياء: أن البغوي قال: مكية، إلا عشر آيات من قوله: (هذان
خصمان - إلى قوله -: (وهُدُوا إلى صراط الحميد) .
وقال الأصفهاني: وقال أبو سليمان الدمشقي: أولها مدني، إلى قوله:
(وبشر المحسنين) ، وسائرها مكي.
وقال هبة الله بن سلامة: هي من أعاجيب سور القرآن، لأن فيها
مكيا ومدنيا، وحضرياً وسفرياً، وحربياً وسِلْمِيَّاً، وليلياً ونهارياً، وناسخاً
ومنسوخاً.
فأما المكي: فمن رأس الثلاثين إلى آخرها، وأما المدني: فمن رأس

(2/292)


خمس وعشرين، إلى رأس ثلاثين منها، وأما الليلي: فمن أولها، إلى رأس
خمس آيات، وأما النهاري: فمن رأس خمس، إلى رأس تسع، وأما السفري: فمن رأس تسع، إلى اثنتي عشرة، وأما الحضري: فإلى رأس العشرين.
عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها
وآيها أربع وسبعون في الشامي، وخمس في البصري، وست في المدنيين
وسبع في المكي، وثمان في الكوفي.
اختلافها خمس آيات:
(من فوق رؤوسهم الحميم) ، (والجلود) ، عدها الكوفي وحده.
(وعاد وثمود) ، لم يعدها الشامي.
(وقوم لوط) ، لم يعدها البصري والشامي، وعدها الباقون.
(هو سماكم المسلمين) ، عدها المكي، ولم يعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدوداً بإجماع، أربعة مواضع:
(ثياب من نار) ، (والباد) ، (فأمليت للكافرين)
(معاجزين)

(2/293)


وعكسه ثلاثة:
(ما يشاء) ، (من حديد) ، (تقوى القلوب) .
ورويها: أنظم، زبرجد، قط..
الهمزة: (يشاء) .
مقصودها
ومقصودها: الحث على التقوى، المعلية عن دركة الاستحقاق الحكيم
بالعدل، إلى درجة استئهال الإنعام بالفضل، في يوم الجمع، لطيف التذكير به.

(2/294)


فضائلها
وأما فضائلها: فروى عبد بن حميد في مسنده، والبزار -
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، غير هلال بن خبَّاب وهو ثقة - عن
أنس بن مالك رضي الله عنه قال: نزلت: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) على النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في مسير له، فرفع بها صوته، حتى دأب إليه أصحابه، فقال: أتدرون أي يوم هذا؟. (قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذلك) يوم يقول الله عز وجل لآدم عليه السلام: يا آدم، قم فابعث بعث النار من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين إلى النار، وواحد في الجنة، فكبُرَ ذلك على المسلمين، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: سددوا وقاربوا، وأبشروا، فوالذي نفسي بيده، ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير، أو كالرقمة في ذراع الدابة، وإن معكم لخليقتين ما كانا

(2/296)


مع شيء قط إلا كثرتاه: يأجوج ومأجوج، ومن هلك من كفرة الإنس
والجن.
وقال ابن رجب: وروى الجورجاني في كتاب "النواحين" عن النضر
ابن عربي، عمن حدثه، قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في بعض أسفاره، إذ قال:

(2/297)


يا بلال أنصت الناس، فأوحى إِليه، فتلا عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ (1) يَوْمَ تَرَوْنَهَا) إلى آخر الآية.
قال: فخر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى وقعت أعِنَّة الخيل على أعناقها من أيديهم.
وروى أبو عبيد عن خالد بن معدان قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: فضلت سورة الحج على غيرها بسجدتين.
وروى أبو عبيد، وأبو داود، والترمذي، وقال: ليس إسناده بالقوي
عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، أفي الحج
سجدتان؟. قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما.

(2/298)


وقال أبو عبيد: فلا يقرأها.
وهذا الحديث إنما ضعفوه بابْنِ لهيعة، ومشرح بن هاعان، وليس
ضعفهما فاحشاً، بل هما ممن يحسن لهما، فقد أثنى على كل منهما غير واحد.
وقال شيخنا في تقريبه - وهو لا يذكر إلا زبدة الأقوال - قال في ابن
لهيعة: صدوق، وفي مشرح مقبول، وبين في خطبة كتابه: أن من يقول
فيه ذلك لا يطلق عليه ضعيف، فحديثهما حسن، وأقل ما فيه أنه مقوٍّ
لحديث عمرو بحيث يصير صحيحاً لغيره، أو قريباً من ذلك جداً.
ولأبي داود، وابن ماجة، والحاكم - قال النووي في شرح المهذب:
بإسناد حسن - عن عمرو بن العاص رضي الله عنه قال: أقرأني رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - خمس عشر سجدِة في القرآن، منها ثلاثة في المفصل وفي سورة الحج سجدتان.

(2/299)


وروى عبد الرزاق في جامعه، عن معمر، عن أيوب، عن نافع، أن
عمراً وابن عمر، رضي الله عنهما، كانا يسجدان في الحج سجدتين.
قال: وقال عمر رضي الله عنه: فضلت بسجدتين.
وروى عبد الرزاق - أيضاً - عن الثوري، وأبو عبيد بن مروان بن
معاوية كلاهما عن عاصم بن سليمان، عن أبي العالية، عن ابن
عباس رضي الله عنهما قال: فضلت سورة الحج بسجدتين.

(2/300)


وروى أبو عبيد في الفضائل، فقال: حدثنا هشيم، أنا منصور.
عن ابن سيرين، عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه سجد في الحج سجدتين
وقال: إن هذه السورة فضلت على السور بسجدتين.
ولأبي عبيد عن الزهري قال: أول آية نزلت في القتال: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا) ، ثم ذكر القتال في آي كثيرة. انتهى.
ومثله لا يقال من قبل الرأي.

(2/301)


سورة المؤمنون
مكية إجماعاً.
عدد آياتها وما يشبه الفاصلة منها
وآيها مائة وثماني عشرة في الكوفي، وتسع عشرة عند الباقين.
اختلافها آية.
(وأخاه هارون) ، لم يعدها الكوفي، وعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل ولم يعد بإجماع، ثلاثة مواضع:
(مما تكلون، (وفار التنور) (عذاب شديد) .
رويها: نم.

(2/302)


مقصودها
مقصودها: اختصاص المؤمنين بالفلاح.
واسمها واضح الدلالة على ذلك.

(2/303)


فضائلها
وأما فضائلها: (فروى) عبد الرزاق في جامعه، والِإمام أحمد من
طريقه وعبد بن حميد في مسنده، والترمذي عن عبد، عن عبد الرزاق.
والنسائي في الصلاة والتفسير، والبيهقي في كتاب الدعوات، عن عمر بن
الخطاب رضي الله عنه قال: قال: كان إذا نزل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الوحي يسمع عنده وجهه كدوي النحل، فنزل عليه يوماً، فمكثنا - وفي رواية: فسكتنا - ساعة، فسرى عنه، فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال: اللهم زدنا ولا تنقصنا وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وأرض عنا وأرضنا، ثم قال: لقد أنزل عليَّ عشر آيات، من أقامهن دخل الجنة ثم قرأ: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) حتى ختم عشر آيات) .

(2/304)


ولابن السني عن محمد بن إبراهيم، عن أبيه هو إبراهيم بن الحارث
ابن خالد التيمي، رضي الله عنه قال: وجهنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرية، فأمرنا أن نقرأ إذا أمسينا وأصبحنا: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا) ، فغنمنا وسلمنا.
ولابن السني - أيضاً -، وأبي عبيد في الفضاثل، وابن أي حاتم في
تفسيره، وأبي يعلى الموصلي في الجزء الرابع والعشرين من مسنده والبغوي في
تفسيره، والبيهقي في الدعوات، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، أنه
قرأ في أذن مبتلى فأفاق، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ما قرأت في أذنه؟.
قال: قرأت: (أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا) حتى فرغ من آخر السورة.
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لو أن رجلاً موقناً قرأ بها على جبل لزال.

(2/305)


وروى أبو نعيم في الحلية، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، هو ابن
خالد التيمي القرشي، عن أبيه رضي الله عنه قال: بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سرية، وأمرنا أن نقول إذا أمشينا وأصبحنا: "أفحسبتم" الآية، وقَرأْنَاهَا فغنمنا وسلمنا.
وروى مسلم، وأبو داود، والنَّسائي، من حديث عبد الله ابن السائب
رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ بعض سورة المؤمنين، فلما انتهى إلى ذكر موسى وهارون، قطع وركع.
وعلقه البخاري.
وفي رواية: صلى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة فاستفتح سورة

(2/306)


المؤمنين، حتى جاء ذكر موسى وهارون - أو ذكر عيسى - شك الراوي -
أخذته سعلة فركع.
ورواه عبد الرزاق في جامعه، عن عبد الله بن السائب رضي الله عنه
قال: صلى بنا النبي - صلى الله عليه وسلم - الصبح بمكة، فاستفتح بسورة المؤمنين، حتى إذا جاء موسى وهارون - أو ذكر عيسى، ابن عباد يشك أو اختلفوا عليه - أخذت النبي - صلى الله عليه وسلم - سعلة، فحذف فركع.
وروى مسلم والترمذي، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين فقال: (يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ (51) .
وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)

(2/307)


ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى
السماء: يا رب، يا رب. ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام.
وغذي بالحرام، فَأنى يستجاب لذلك.

(2/308)


سورة النور
مدنية كلها إجماعاً.
عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها
وآيها ستون وآيتان في المدنيين والمكي، وأربع في عدد الباقين.
اختلافها آيتان:
(بالغدو والآصال) ، (يذهب بالأبصار) ، لم يعدهما المدنيان والمكي.
وعدها الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدوداً بإجماع: موضعان:
(لهم عذاب أليم) ، بعده في الدنيا والآخرة.

(2/309)


(تمسسه نار) .
وعكسه: (إن كتم مؤمنين) .
ورويها: لم نرب.
فالباء: "حساب"، الحساب "
مقصودها
ومقصودها: مدلول اسمها المودع قلبها، المراد منه: أنه تعالى شامل
العلم، اللازم منه تمام القدرة، اللازم منه إثبات الأمور على غاية الحكمة
اللازم منه تأكيد الشرف للنبي - صلى الله عليه وسلم -، اللازم منه شرف من اختاره سبحانه لصحبته، على منازل قربهم منه، واختصاصهم به، اللازم منه غاية النزاهة والشرف والطهارة لأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، التي مات - صلى الله عليه وسلم - وهو عنها راض، ثم ماتت هي رضي الله عنها صالحة محسنة، وهذا هو المقصود بالذات، ولكن إثباته محتاج إلى تلك المقدمات.

(2/310)


فضائلها
وأما فضائلها: فروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها - وذكرت الإفك - قالت: جلس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكشف عن وجهه، وقال: أعوذ بالله السميع العليم، من الشيطان الرجيم، (إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ) الآية.

(2/311)


وروى الِإمام أبو جعفر بن جرير عن شقيق، وأبو عبيد عن أبي
وائل قال كل منهما: استعمل علي بن أبي طالب ابن عباس - رضي الله
عنهم - على الحج، قال: فخطب الناس خطبة لو سمعها الترك والروم
لأسلموا، ثم قرأ سورة النور، فجعل يفسرها.
وفي رواية: شهدت ابن عباس رضي الله عنهما، وولى الموسم، فقرأ
سورة النور على المنبر ثم فسرها، لو سمعته الروم لأسلمت.
ولابن جرير عن أبي وائل قال: ولى ابن عباس رضي الله عنهما الموسم
فخطبهم فقرأ على المنبر سورة النور، والله لو سمعتها الترك لأسلموا.
وله عن شقيق بن سلمة - أيضاً - قال: قرأ ابن عباس رضي الله عنهما
سورة البقرة، فجعل يفسرها، فقال رجل: لو سمعت هذا الديلم لأسلمت
وقال بعض العلماء في آيات الإفك: إنها أرجى ما في القرآن، لأن الله
عظم شأن الإفك، وتوعد عليه غاية الوعيد، وجعله منافيا للإيمان، ثم أمر

(2/312)


بالعطف على بعض من وقع فيه، ووصفهم بالقرابة والسكنة والهجرة، وندب إلى الإنفاق والعفو عنهم والصفح.
وروى عبد بن حميد عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: إذا أتى أحدكم باب حجرته فليسلم، فإنه يرجع قرينه الذي معه من الشيطان، فإذا دخلتم حجركم فسلموا يخرج ساكنها من الشياطين، فإذا رحلتم فسلموا على أول حلس تضعونه على دوابكم، لا يشرككم في مركبها الشيطان، فإن أنتم لم تفعلوا شرككم، وإذا أكلتم فسموا حتى لا يشرككم في طعامكم، ولا تبيتوا القمامة معكم في حجركم فإنها مقعدة.
وروى أبو عبيد عن أبي عطية قال: كتب إلينا عمر رضي الله عنه:
أن علموا نساءكم سورة النور.
وعن الحاكم في صحيحه من حديث عائشة رضي الله عنها، عن رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: لا تنزلوهن الغرف، ولا تعلموهن الكتابة وعلموهن الغزل، وسورة النور، يعني النساء.

(2/313)


وروى البزار - قال الهيثمي: ورجاله ثقات - عن حذيفة رضي الله
عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي بكر رضي الله عنه، لو رأيت مع أم رومان رجلاً ما كنت فاعلاً به؟.
قال: كنت والله فاعلاً به شراً.
قال: فأنت يا عمر؟.
قال: كنت والله قاتله، كنت أقول: لعن الله الأعجز، فإنه
خبيث.
قال: نزلت: (وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ) .
وللطبراني في الأوسط - قال الهيثمي: ورجاله ثقات - عن أبي بن
كعب رضي الله عنه قال: لما قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه رضي الله عنهم، وآوتهم الأنصار رضي الله عنهم، رمتهم العرب عن قوس واحدة فنزلت

(2/314)


(وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ) .

(2/315)