مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور سورة الفرقان
مكية إجماعاً.
وقال أبو حيان:
وقال ابن عباس وقتادة: إلا ثلاث آيات نزلن في المدينه، وهي:
(وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ - إلى
قوله: وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا) .
وتقدمه إلى نقل ذلك ابن الجوزي، وهو مروى عن ابن عباس في
الطبراني الأوسط، في ترجمة محمد بن عبد الله الحضري قال:
قرأناها على
(2/316)
عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
سنين: ((وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ
- الآية:
ثم نزلت: (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ، فما رأيت رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - فرح فرحاً قط أشد منه بها، وبـ (إِنَّا
فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا) .
ومعلوم: أن ابن عباس ما هاجر إلا مع أبيه قبل الفتح بقليل.
مقصودها
ومقصودها: إظهار شرف الداعي - صلى الله عليه وسلم - بإنذار
المكلفين عامة بما له سبحانه من القدرة الشاملة، المستلزم
للعلم التام، المدلول عليه بهذا القرآن المبين، المستلزم لأنه
لا موجود على الحقيقة سوى من أنزله فهو الحق، وما سواه باطل.
وتسميتها بالفرقان، واضح الدلالة على ذلك، فإن الكتاب ما نزل
إلا
للتفرقة بين الملتبسات، وتمييز الحق من الباطل، ليهلك من هلك
عن بينة.
ويحيى من حي عن بينة، فلا يكون لأحد على الله حجة، ولله الحجة
البالغة.
لكن في صحيح مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما ما يرده، فإنه
لما
(2/317)
قال: إن القاتل لا توبة له، احتج عليه بهذه
الآية، فقال: هذه مكية في
المشركين، والنساء مدنية.
(2/318)
عدد آياتها وفواصلها
وآيها سبع وسبعون آية من غير اختلاف.
وفيها مما يشبه الفواصل، ولم يعدّ بإجماع، تسعة مواضع:
(وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا) ، (وَهُمْ يُخْلَقُونَ) ، (قَوْمٌ
آخَرُونَ) ، (أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ) .
(وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) ، (مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ) ،
(صَرْفًا وَلَا نَصْرًا) (فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا) ، (عَلَى
الْأَرْضِ هَوْنًا) .
وعكسه موضعان:
(ضَلُّوا السَّبِيلَ) ، (ظُلْمًا وَزُورًا) .
ورويها: برّنمل.
(2/319)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الجماعة: مالك، والشيخان، والأربعة، وابن
جرير في مقدمة التفسير، وأبو عبيد في كتاب الفضائل، عن عمر بن
الخطاب
رضي الله عنه قال: سمعت هشام بن حكيم بن حزام رضي الله عنهما
يقرأ
سورة الفرقان في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
فاختلفت لقراءته فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -.
وفي رواية أبي عبيد: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة
الفرقان على غير ما أقرؤها، وقد كان رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - أقرأنيها فكدت أساوره في الصلاة، فتربصت حتى سلم،
فلببته بردائه، فقلت: من أقرأك هذه السورة التي سمعتك تقرؤها؟.
قال: أقرأنيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: كذبت،
فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أقْرَأنِيهَا على غير
ما قرأت، فانطلقت به أقوده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-.
فقلت: يا رسول الله إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف
لم تقرئنيها، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أرسله،
أقرأ يا
هشام فقرأ عليه القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول الله - صلى
الله عليه وسلم -: هكذا أنزلت، ثم قال النبي - صلى الله عليه
وسلم -: اقرأ يا عمر، فقرأت القراءة التي أقرأني، فقال رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -: هكذا أنزلت، آه هذا القرآن أنزل
على سبعة أحرف، فاقرأوا
ما تيسر منه.
(2/320)
قال أبو عبيد في رواية: قال ابن شهاب في
الأحرف السبعة: هي في
الأمر الواحد الذي لا اختلاف فيه.
فيا له من حديث ما أشرفه وأجله، وأرفع قدره ومحله، فرق به
الفاروق
في سورة الفرقان بين الحق والباطل.
وقد تقدم في سورة النحل ما مضى في الفضائل العامة كثير مما
ينضم
إلى هذا الحديث.
وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: سمع عمر
ابن الخطاب رضي الله عنه رجلًا يقرأ القرآن، فسمع آية على غير
ما سمع
من النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأتى به عمر إلى النبي - صلى
الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، إن هذا قرأ آية كذا
وكذا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أنزل القرآن على
سبعة أحرف، كلها
كاف شاف.
وروى الإمام أحمد، وابن جرير، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي
(2/321)
طلحة عن أبيه، عن جده أبي طلحة قال: قرأ
رجل عند عمر رضي الله عنه
فغير عليه فقال: لقد قرأت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- فلم يغير عليَّ، قال: فاجتمعا عند النبي - صلى الله عليه
وسلم -، فقرأ الرجل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له:
أحسنت. قال: فكان
عمر رضي الله عنه وجد في نفسه من ذلك، فقال النبي - صلى الله
عليه وسلم -: يا عمر إن هذا القرآن كله صواب ما لم تجعل مغفرة
عذاباً، أو عذاباً مغفرة.
قال الهيثمي: ورجاله ثقات.
ولفظ ابن جرير: فاختصما عند النبي - صلى الله عليه وسلم -
فقال: يا رسول الله ألم تقرئني آية كذا وكذا؟.
قال: بلى، فوقع في صدر عمر شيء عرف النبي - صلى الله عليه وسلم
- ذلك في وجهه.
قال: فضرب صدره وقال: أبعد شيطان، قالها ثلاثاً، ثم قال: يا
عمر إن القرآن كله صواب، ما لم تجعل آية رحمة عذاباً، أو
عذاباً
رحمة.
قال أبو عبيد: فقد تواترت هذه الأحاديث كلها على الأحرف السبعة
إلا حديثاً واحداً يروي عن سمرة بن جندب، عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - قال: أنزل القرآن على ثلاثة أحرف.
قال: ولا نرى المحفوظ إلا السبعة، لأنها المشهورة، انتهى.
(2/322)
وقد تقدم في الفضائل العامة تأويل الحديث
المذكور بما لا يخالف
أحاديث السبعة.
قال ابن رجب: وروى ابن أبي الدنيا عن ابن أبي ذؤيب قال: حدثني
من شهد عمر بن عبد العزيز وهو أمير المدينة، وقرأ عنده:
(وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ
دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا) فبكى عمر حتى غلبه البكاء.
وعلا نشيجه، فقام من مجلسه، ودخل بيته، وتفرق الناس.
(2/323)
سورة الشعراء
وتسمى: الظلة.
مكية:
قال الجعبري، قال عبد الكريم: كلها.
فقوله تعالى: (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ) إلى
آخرها. في كافرين تهاجياً، واتبع كلا فريق.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: إلا أربع آيات نزلت بالمدينة:
(وَالشُّعَرَاءُ) إلى آخرها، في شعراء النبي - صلى الله عليه
وسلم -: زيد وكعب، وابن رواحة.
والظاهر: أن الثلاث في الكافرين. والأخيرة في المسلمين.
(2/324)
وقال أبو عمرو الداني: نزلن - أي الأربع
الآيات - بالمدينة، في حسان
ابن ثابت، وكعب بن مالك، وعبد الله بن رواحة، شعراء رسول
الله - صلى الله عليه وسلم -، ورضي الله عنهم.
وهذا الذي قاله أبو عمرو هو الظاهر، وأما زيد فلا أدري من هو.
عدد آياتا وما يشبه الفاصلة فيها
وآيها مائتان وست وعشرون في المدني الأخير. والمكي، والبصري
وسبع
وعشرون في المدني الأول والكوفي والشامي.
اختلافها أربع آيات.
(طسم) عدها الكوفي وحده.
(فلسوف تعلمون) ، لم يعدها الكوفي، وعدها الباقون.
(أينما كنتم تعبدون) ، بعده: "من دون "، لم يعدها البصري
وعدها الباقون.
(ما تنزلت به الشياطين) لم يعدها المدني الأخير والمكي، وعدها
الباقون.
وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدوداً بإجماع، موضع واحد:
(2/325)
(فينا وليداً) .
وعكسه موضعان:
(معنا بني إسرائيل) ، (من عمرك سنين)
ورويها: ملن.
اللام: أر بع (إسرائيل) .
مقصودها
ومقصودها: أن هذا الكتاب بين في نفسه بإعجازه أنه من عند الله.
مبين لكل ملتبس.
ومن ذلك: بيان آخر التي قبلها، بتفصيله وتنزيله على أحوال
الأمم
وتمثيله، وتسكين أسفه - صلى الله عليه وسلم - خوفاً من أن يعم
أمته الهوان بعدم الإيمان، وأن يشتد قصدهم لأتباعه بالأذى
والعدوان، بما تفهمه "سوف" من طول الزمان، بالإشارة إلى إهلاك
من علم منه دوام العصيان ورحمة من أراده للهداية والإحسان.
وتسميتها بالشعراء أدل دليل على ذلك، بما يفارق به القرآن
الشعر من
علو مقامه، واستقامة مناهجه وعز مرامه، وصدق وعده ووعيده، وعدل
تبشيره وتهديده.
وكذا تسميتها بالظلة، إشارة إلى أنه أعدل في بيانه، وأدل في
جميع
(2/326)
شأنه، من المقادير التي دلت عليه قصة شعيب
عليه السلام، بالمكيال
والميزان، وأحرق من الظلة لمن يبارزه بالعصيان.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى أحمد، وأبو يعلي الموصلي، في مسنديهما، عن
معقل ابن يسار رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: ألا إني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول،
وأعطيت طه والطواسين والحواميم من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة
الكتاب وخواتيم سورة البقرة من تحت العرش، وأعطيت المفصل
نافلة.
(2/327)
وقد مضى مطولًا في سورة طه.
وروى الطبراني في المعجم الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما -
قال
الهيثمي: ورجاله وثقوا، إلا أن على بن أبي طلحة قيل: إنه لم
يسمع من ابن
عباس رضي الله عنهما - قال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم
- كان يحرص أن يؤمن جميع الناس، ويتابعوه على الهدى، فأخبره
الله عزَّ وجل أنه لا يؤمن إلا من سبق له من الله الشقاء في
الذكر الأول، ثم قال الله عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم
-: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ
(3) إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ السَّمَاءِ آيَةً
فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ (4) .
وروى أبو يعلي من طريق عبد الجبار بن عمر الأيلي، عن عبد الله
بن عطاء ابن إبراهيم - قال الهيثمي: وكلاهما قد وثق، وضعفهما
الجمهور - عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: لما نزلت:
(وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) صاح رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - على أبي قبيس: يا آل عبد مناف (إني نذير لكم)
، فجاءته قريش، فحذرهم وأنذرهم، قالوا: تزعم أنك نبي يوحي
إليك، وأن سليمان سخر له الريح والجبال، وأن موسى سخر له
البحر، وأن عيسى كان يحيى الموتى؟.
فادع الله أن يسير عنا هذه الجبال،
(2/328)
ويفجر لنا أنهاراً، فنتخذها محارث، فنزرع
ونأكل، وإلا فادع الله فيحيي لنا موتانا فنكلمهم ويكلمونا،
وإلا فادع الله أن يصير هذه الصخرة التي تحتك
ذهباً فننحت منها وتغنينا عن رحلة الشتاء والصيف فإنك تزعم أنك
كهيئتهم، فبينا نحن حوله إذ نزل عليه الوحي، فلما سرى عنه قال:
والذي نفسي بيده لقد أعطاني ما سألتم، ولو شئت لكان، ولكنه
خيرني بين أن تدخلوا باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم، وبين أن يكلكم
إلى ما اخترتم لأنفسكم فتضلوا عن باب الرحمة ولا يؤمن مؤمنكم،
فاخترت باب الرحمة فيؤمن مؤمنكم.
وأخبرني أنه إن أعطاكم ذلك ثم كفرتم، إنه معذبكم عذاباً لا
يعذبه أحداً
من العالمين، فنزلت: (وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ
بِالْآيَاتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ) ، حتى
قرأ ثلاث آياف ونزلت: (وَلَوْ أَنَّ قُرْآنًا سُيِّرَتْ بِهِ
الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْ كُلِّمَ بِهِ
الْمَوْتَى) .
(2/329)
وقال أبو عبيد: حدثنا عبد الله بن صالح، عن
الليث بن سعد عن
عبيد الله بن أبي جعفر، عن عاصم بن أبي بكر بن عبد العزيز بن
مروان
قال: وفدت إلى سليمان بن عبد الملك ومعنا عمر بن عبد العزيز،
فنزلت
على ابنه عبد الملك بن عمر وهو عزب، فكنت معه في بيت، فصلينا
العشاء
وأوى كل رجل منا إلى فراشه، ثم قام عبد الملك إلى المصباح
فأطفاه وأنا
أنظر إليه، ثم قام يصلي حتى ذهب بي النوم، فاستيقظت فإذا هو في
هذه
الآية: (أَفَرَأَيْتَ إِنْ مَتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ (205) ثُمَّ
جَاءَهُمْ مَا كَانُوا يُوعَدُونَ (206) مَا أَغْنَى عَنْهُمْ
مَا كَانُوا يُمَتَّعُونَ (207) ..
فيبكي ثم يرجع إليها، فإذا فرغ منها فعل مثل
(2/330)
ذلك حتى قلت: سيقتله البكاء، فلما رأيت ذلك
قلت: لا إله إلا الله والحمد لله كالمستيقظ من النوم، لأقطع
ذلك عنه، فلما سمعني سكت، فلما أسمع له حساًه
وفي كتاب الاستغناء بالقرآن لابن رجب: وروى أبو نعيم عن عبد
الله
بن رباح قال: كان صفوان بن محرز إذا قرأ هذه الآية:
(وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ
يَنْقَلِبُونَ) بكى، حتى أقول: قد اندق
قضيض زوره (1) .
__________
(1) قال في النهاية. 4 / 77) : قال القتيبي: هو عندي خطأ من
بعض النقلة وأراه (قصص زوره) . ويحتمل إن صحت الرواية: أن يراد
بالقصيص صغار العظام، تشبيهاً بصغار الحصى. اه.
(2/331)
سورة النمل
مكية كلها إجماعاً.
عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها
وأيها تسعون وثلاث في الكوفي، وأربع في البصري والشامي، وخمس
في المدنيين والمكي.
اختلافها آيتان:
(وأولوا بأس شديد) ، عدها المدنيان والمكي، ولم يعدها الباقون.
(من قوارير) لم يعدها الكوفي وحده.
(2/332)
وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدوداً
بإجماع، ثلاثة مواضع:
(طس) ، (غير بعيد) ، (وما يشعرون أيَّان)
ورويها: من.
مقصودها
ومقصودها: وصف، هذا الكتاب بالكفاية لهداية الخلق أجمعين،
بالفصل
بين الصراط المستقيم، وطريق الحائرين، والجمع لأصول الدين،
لإحاطة
علم منزله بالخفي والمبين، وبشارة المؤمنين، ونذارة الكافرين
بيوم اجتماع
الأولين والآخرين، وكل ذلك يرجع إلى العلم المستلزم للحكمة.
فالمقصود الأعظم منها: إظهار العلم والحكمة، كما كان مقصود
التي
قبلها: إظهار البطش والنقمة.
وأدل ما فيها على هذا المقصود: ما للنمل من حسن التدبير وسداد
المذاهب في العيش، ولاسيما ما ذكر عنها سبحانه من صحة القصد في
السياسة، وحسن التعبير عن ذلك القصد، وبلاغة التأدية.
(2/333)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الطبراني في الأوسط -
قال الهيثمي: وفيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف، ومن لم
أعرفهم - عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: لا تخرج من المسجد حتى أعلمك آية من سورة لم تنزل
على أحد قبلي، غير سليمان بن داود عليهما السلام فخرج النبي -
صلى الله عليه وسلم - حتى بلغ أسكفة الباب، قال: بأي شيء
تستفتح صلاتك
وقراءتك؟.
قلت: ب بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قال: هي هي، ثم
أخرج رجله الأخرى.
(2/335)
|