مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور سورة لقمان
عليه السلام
مكية.
قال ابن الجوزي: في قول الأكثرين.
وقال أبو عمرو الداني والجعبري: قال ابن عباس: إلا ثلاث آيات
منها نزلت بالمدينة. وقال عطاء: إلا آيتين.
وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما هاجر إلى المدينة
الشريفة أتته أحبار اليهود، فقالوا: يا محمد إنك تقول: (وما
أوتيتم من العلم إلا قليلاً) ، أتعنينا أم قومك؟.
قال: كلا قد عنيت. قالوا: إنك تتلو: أنا قد أوتينا التوراة
وفيها
(2/354)
بيان كل شيء؟.
فقال - صلى الله عليه وسلم -: هي في علم الله قليل.
فأنزل الله عز وجل: (وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ
شَجَرَةٍ أَقْلَامٌ) .
قال الداني: إلى آخر الآيتين.
وقال الجعبري: إلى آخر الثلاث.
وعزا أبو حيان كونها ثلاثاً إلى ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال ابن الجوزي: وعن الحسن أنه قال: مكية إلا آية نزلت
بالمدينة
وهي قوله تعالى: (الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة) ، لأن
الصلاة
والزكاة مدنيتان، انتهى.
وهو غير مسلم في الصلاة، فإنها فرضت في مكة.
(2/355)
عدد آياتا وما يشبه
الفواصل فيها
وآيها ثلاثون، في المدنيين والمكي، وأربع في الباقين.
اختلافها آيتان:
(الم) عدها الكوفي وحده.
(مخلصين له الدين) ، عدها البصري والشامي، ولم يعدها
الباقون.
وفيها مما يشبه الفاصلة، وليس معدوداً بإجماع، موضع (في الدنيا
معروفاً)
وعكسه موضع: (لصوت الحمير) .
ورويها: ظن مرد.
مقصودها
ومقصودها: إثبات الحكمة للكتاب، اللازم منه حكمة منزله سبحانه
في
أقواله وأفعاله.
وقصة لقمان عليه السلام، المسمى بها السورة، دليل واضح على
ذلك.
(2/356)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى النسائي، وابن ماجه، بإسناد - قال النووي
في
شرح المهذب: حسن - عن البراء رضي الله عنه قال: كان رسول الله
- صلى الله عليه وسلم -
(2/357)
يصلي بنا الظهر، فنسمع منه الآية بعد
الآيات من سورة لقمان
والذاريات.
وروى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: مفاتيح الغيب خمس، لا يعلمهن إلا الله
(إن الله عنده علم الساعة) .
وروى أحمد والبزار - ورجال أحمد رجال الصحيح - عن بريدة رضي
الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
خمس لا يعلمهن إلا الله: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ
السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي
الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا
وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ خَبِيرٌ (34) .
(2/358)
سورة السجدة
وتسمى أيضاً: الم تنزيل، والمضاجع، والمنقسمة، والمنجية.
مكية.
وقال الِإمام أبو عمرو الداني: قال ابن عباس رضي الله عنهما
وعطاء:
إلا ثلاث آيات منها، نزلت بالمدينة في علي رضي الله عنه،
والوليد بن
عتبة، وكان بينهما كلام، فقال الوليد لعلي رضي الله عنه: أنا
أبسط منك
لساناً، وأحد منك سناناً، وأرد منك للكتيبة، فقال له علي رضي
الله عنه:
أسكت فإنك فاسق، فأنزل الله عز وجل فيهما: (أَفَمَنْ كَانَ
مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا) ، إلى آخر الآيات الثلاث.
(2/359)
وقال الجعبري: إلى: (تكذبون) ، انتهى.
وهذا النقل فيه نظر، فإن علياً رضي الله عنه لم ينقل من طريق
صحيح أنه اجتمع بالوليد بعد أن هاجر، إلا ساعة المبارزة ببدر،
فإن كان
قال له ذلك حينئذ، وإلا فمتى؟.
وقال ابن الجوزي: هى مكية بإجماعهم.
وقال الكلبي: فيها من المدني ثلاث آيات، أولها: (أَفَمَنْ
كَانَ مُؤْمِنًا كَمَنْ كَانَ فَاسِقًا) .
وقال مقاتل: فيها آية مدنية، هي قوله تعالى: (تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) الآية.
وقال غيرهما: فيها خمس آيات مدنيات، أولها: (تَتَجَافَى
جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ) انتهى.
عدد آياها
وآيها عشرون وتسع في البصري، وثلاثون في عدد الباقين.
اختلافها آيتان:
(الم) ، عدها الكوفي وحده.
(لفي خلق جديد) لم يعدها الكوفي والبصري، وعدها الباقون.
(2/360)
وليس فيها شيء مما يشبه الفواصل.
وفيها عكسه، وهوما يشبه الوسط
وهو آية ثلاثة مواضع:
(من طين) ، (يستوون) ، (إسرائيل) .
وريها: ملن.
مقصودها
ومقصودها: إنذار الكفار بهذا الكتاب، السَّارِّ للأبرار بدخول
الجنة
والنجاة من النار، واسمها "السجدة" منطبق على ذلك بما دعت إليه
آيتها من
الأخبار، وترك الاستكبار.
وكذا تسميتها بالمضاجع، وتسميتهاب (الم تنزيل) مشيراً إلى تأمل
جميع السورة، فهو في غاية الوضوح في مقصودها، وتسميتها
بالمنقسمة أيضاً، دال عليه من جهة: أنها انقسمت للإعاذة من
عذاب القبر، الذي هو مقدمة عذاب النار.
وكذا المنجية: فإن مَنْ قَبِلَ الإنذار، نجا من النار.
(2/361)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الترمذي في الجامع، والنَّسائي في اليوم
والليلة.
والدارمي وعبد بن حميد في المسند، والطبراني فيما انتخبه عليه
ابن مردويه.
والبيهقي في الدعوات، عن جابر رضي الله عنه، أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - كان لا ينام حتى يقرأ: الم تنزيل السجدة،
وتبارك الذي بيده الملك.
ورواه مُسدد، وقال بعده: وقال طاووس: فضلتا على كل سورة من
القرآن بستين حسنة.
وفي جامع الأصول عن الترمذى: بسبعين حسنة.
وروى أبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - يقرأ كل ليلة، الم تنزيل السجدة.
وروى أبو عبيد عن أبى خيثمة، قال: قلت لأبي الزبير: أسمعت
جابر بن عبد الله رضي الله عنهما يذكر: أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - كان لا ينام، حتى
(2/363)
يقرأ: الم تنزيل السجدة، وتبارك الذي بيده
الملك؟.
فقال: ليس جابر حدثنيه، ولكن حدثنيه صفوان: أو ابن صفوان.
شك أبو خيثمة.
وروى أبو عبيد من طريق عاصم بن أبي النجود عن المسيب بن
رافع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: تجيء الم السجدة
يوم القيامة لها جناحان، تظل صاحبها، تقول: لا سبيل عليك، لا
سبيل عليك.
ولمسلم وأبي عبيد في الفضائل، وأبي داود، والترمذي، والنَّسائي
وعبد
الرزاق في جامعه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة:
الم، تنزيل السجدة، وهَلْ أتى على الِإنسان.
(2/364)
وفي رواية: وفي صلاة الجمعة، سورة الجمعة،
وإذا جاءك المنافقون.
وللشيخين، والدارمي، وعبد الرزاق، عن أبي هريرة رضي الله
عنه مثله في صلاة الصبح. ولفظه: كان النبي - صلى الله عليه
وسلم - يقرأ في الفجر يوم الجمعة بـ "الم تنزيل السجدة" في
الركعة الأولى، وفي الثانية: (هل أتى على الإِنسان) .
وروى عبد الرزاق في جامعه عن ابن مسعود رضي الله عنه
قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الجمعة
بسورة الجمعة. و (سبح اسم ربك الأعلى) ، وفي صلاة الصبح يوم
الجمعة: (الم تنزيل) ، و (تبارك الذي بيده الملك) .
وسر ذلك: أن في كل من السجدة والملك والإِنسان ذكر ابتداء
الخلق
والبعث، والجنة، والنار، فهي مذكرة بخلق آدم عليه السلام فيه
وقيام
الساعة فيه، إلى غير ذلك من أحوال الآخرة.
(2/365)
وللدارمي عن خالد بن معدان مرسلاً: أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: اقرأوا المنجية، وهي: (الم
تنزيل) فإنه بلغني أن رجلا كان يقرؤها وما يقرأ شيئاً غيرها،
وكان كثير الخطايا، فنشرت جناحها عليه، وقالت: رب اغفر له،
فإنه كان يكثر قراءتي، فشفعها الرب فيه، وقال: اكتبوا له بكل
خطيئة حسنة، وارفعوا له درجة.
وله عن خالد أيضاً: أنها تجادل عن صاحبها في القبر، تقول: إن
كنت
في كتابك فشفعني فيه، وإن لم أكن من كتابك فامحني، وأنها تكون
كالطير.
تجعل جناحها عليه فتشفع له، فتمنعه من عذاب القبر.
وقال في تبارك مثله، فكان خالد لا يبيت حتى يقرأها.
وينبغي أن يعلم: أن نسبة مثل هذا الكلام إلى القرآن، أو بعضه
غير
مشكلة، لأنه يمكن - والله أعلم - أن يجعل الله تعالى للألفاظ
التي يقرؤها
القارىء صوراً تعرف بها، ويطلق عليها اسم القرآن على سبيل
المجاز أو
الاشتراك، لدلالتها عليه، كما أنه سبحانه مكننا في هذه الدار
من تصوير ذلك الكتاب، ويطلق على تلك الصور ذلك، كما قال النبي
- صلى الله عليه وسلم -: "لا تسافروا بالقرآن إلى أرض العدو) ،
ويجعل الله لتلك الصورة قوة النطق، ولله تعالى القدرة البالغة،
فهو على كل شيء قدير.
وللدارمي - أيضاً - عن كعب رحمه الله، قال: من قرأ "تنزيل"
السجدة
(2/366)
وتبارك، كتب له سبعون حسنة، وحط عنه بهما
سبعون سيئة، ورفع له بهما
سبعون درجة.
ولعبد الرزاق في جامعه، عن أبي مجلز، أن النبي - صلى الله عليه
وسلم - سجد في صلاة الظهر، ثم قام، فيرون أنه قرأ (الم تنزيل)
، وهو يصلي بأصحابه رضي الله عنهم.
ورواه أحمد، وأبو داود، والحاكم، عن ابن عمر رضي الله عنهما
ولفظه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - سجد في صلاة الظهر، ثم
قام فركع فرأوا أنه قرأ: (الم تنزيل) السجدة.
ولعبد الرزاق عن ابن جريج: أخبرني عطاء، أن رجلين فيما مضى كان
يلزم أحدهما تبارك، فجادلت عنه حتى نجا، وأما صاحب السجدة
الصغرى،
(2/367)
فتنقسم في قبره قسمين، قسم عند رأسه، وقسم
عند رجليه، حتى نجا.
فسميت المنقسمة.
وله عن يحيى بن أبي كثير قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم
- أصحابه رضي الله عنهم، أن يقرأواة (الم السجدة) و (تبارك
الذي بيده الملك) ، فإنهما تعدل كل آية منهما سبعين آية من
غيرهما، ومن قرأهما بعد العشاء الآخرة كانتا له مثلهما في ليلة
القدر.
ولأبي عبيد عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنه كان يقول في
(تنزيل)
السجدة و (تبارك الذي بيده الملك) قال: فيهما فضل ستين درجة
على غيرهما من سور القرآن.
وروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - في قوله تعالى: (وجعلناه هدى لبني إسرائيل) قال:
جعل موسى عليه السلام هدى لبني إسرائيل.
وفي قوله تعالى: (فلا تكن في مرية من لقاءه) من لقاء موسى
ربه عز وجل.
قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح.
(2/368)
سورة الأحزاب
مدنية إجماعاً.
وآيها سبعون وثلاث في جميع العدد، ليس فيها اختلاف في إجمال
ولا
تفصيل.
وفيها مما يشبه الفواصل، وليس معدوداً بإجماع، موضع واحد، (إلى
أوليائكم معروفاً) .
ورويها أحد عشر حرفاً "فمد له رزق بظن".
(2/369)
مقصودها
ومقصودها: الحث على الصدق في الِإخلاص في التوجه إلى الخالق من
غير مراعاة بوجه ما للخلائق، لأنه عليم بما يصلحهم، حكيم فيما
يفعله.
فهو يعلم من يشاء، وإن كان ضعيفاً، ويردى من يريد وإن كان
قوياً، فلا
يهتمن الماضي لأمره برجاء لأحد منهم في بره، ولا خوف منه في
عظيم شره، وخفى مكره.
وتسميتها بالأحزاب أوضح دليل على ذلك، بتأمل القصة التي أشارت
إليها، ودلت عليها.
(2/370)
فضلها
وأما فضلها: فروى صاحب الفردوس عن أنس رضي الله عنه، أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لكل شيء قائمة، وقائمة
القرآن سورة الأحزاب.
وروى أبو داود، والترمذي وقال: حسن، والنَّسائي، وابن ماجة
والحاكم، والبيهقي في الدعوات - قال النووي: بالأسانيد الصحيحة
- عن
عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: علمنا رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - خطبة الحاجة:
الحمد للهِ، نحمده ونستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
وسيئات أعمالنا.
من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا
إله إلا
الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، وأرسله
بالحق بشيراً
(2/371)
ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله
ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإنه
لا يضر إلا نفسه، ولا يضر الله شيئاً.
وفي رواية للبيهقي، ثم يقرأ الثلاث آيات: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ) ، إلى
آخر الآية، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي
خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا
وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا
اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (1) .
ثم يقرأ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ
وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ
أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ
اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا (71) .
ثم تتكلم بحاجتك.
وخَرجَهُ مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مختصراً.
وخرجه مسلم من حديث جرير رضي الله عنه، وفيه آية الحشر: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ
نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ) .
(2/372)
وفي صحيح مسلم عن عدي بن حاتم رضي الله
عنه، أن رجلاً خطب
عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: من يطع الله
ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى، فقال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: بئس الخطيب أنت، قل: ومن يعص الله ورسوله.
تقدم في سورة النحل لهذا الحديث طريق أخرى عند مسلم.
وروى عبد الرزاق في جامعة عن زر قال: قال أبي بن كعب - رضي
الله عنه -
(2/373)
كأيِّن تقرأون سورة الأحزاب؟.
قلت: بضعاً وثمانين آية، قال: لقد كنا نقرؤها مع رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - نحو سورة البقرة، أو هي أكبر ولقد كنا
نقرأ
فيها آية الرجم "الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما ألبتة
نكالاً من الله والله
عزيز حكيم".
وروى أبو عبيد في الفضائل، ولفظه: قال لي أبي بن كعب: يا زرّ
كائن تعد - أو قال: كأيِّن تقرأ - سورة الأحزاب؟.
قلنا: اثنتين وسبعين، أو ثلاثاً وسبعين آية.
فقال: إن كانت لتعدل سورة البقرة وإن كنا لنقرأ فيها آية
الرجم.
قلت: وما آية الرجم؟.
قال: "إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما ألبتة، نكالاً من الله،
والله عزيز حكيم".
ويأتي - إن شاء الله تعالى - في سورة "لم يكن " حديث عن أبي
موسى
رضي الله عنه، أنه نزلت سورة نحو براءة، ثم رفعت.
وروى الطبراني بأسانيد - قال الهيثمي: ورجال بعضها رجال
الصحيح - عن قتادة رحمه الله قال: خطب النبي - صلى الله عليه
وسلم - زينب رضي الله عنها وهي بنت عمته، وهو يريدها لزيد رضي
الله عنه فظنت أنه يريدها لنفسه، فلما علمت أنه يريدها لزيد
رضي الله عنه أبت. فأنزل الله تعالى:
(2/374)
(وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ
إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ
الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ) فَرضيَتْ وسَلَّمَت.
وروى الطبراني في الكبير، وأحمد - قال الهيثمي: وفيه ليث، بن
أبي
سليم وهو مضطرب الحديث، وبقية رجالهما رجال الصحيح - عن عبد
الله
بن قيس رضي الله عنه قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -صلاة، ثم قال: على مكانكم أثبتوا، ثم أتى الرجال فقال:
إن الله أمرني أن آمركم أن تتقوا الله وتقولوا قولاً سديداً،
ثم تخلل إلى النساء فقال: إن الله أمرني أن آمركم أن تتقين
الله وأن تقلن قولَا سديداً.
(2/375)
|