مصاعد النظر للإشراف على مقاصد السور سورة الممتحنة
مدنية إجماعاً.
وآيها ثلاث عشر، بلا خلاف، كما ولا كيفا، ولا شيء فيها مما
يشبه
الفواصل، ولا عكسه. ورويها خمسة أحرف: لم نرد.
مقصودها
ومقصودها: براءة من أقر بالإيمان من الكفار، دلالة على صحة
مدعاه.
كما أن الكفار تبرأوا من المؤمنين وكذبوا بما جاءهم من الحق،
لئلا يكونوا على باطلهم أحرص من المؤمنين على حقهم.
وتسميتها بالممتحنة، أوضح شيء فيها، وأدله على ذلك، لأن الصهر
(3/75)
أعظم الوصل وأشرفها بعد الدين، فإذا بقي
ومنع، دل على أعظم المقاطعة
لدلالته على الامتهان.
فضائلها
وأما فضائلها: فتمييز الخبيث من الطيب.
وروى البيهقي في الدلائل وغيره، عن مروان بن الحكم والمسور بن
مخرمة، عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ورضي عنهم،
في عمرة الحديبية لما صالح الكفار، فكان في شرطهم لا يأتيك منا
أحد وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا، فلم يأته أحد من
الرجال، إلا رده في تلك المدة، وإن كان مسلماً.
وجاء المؤمنات، وكانت أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط - رضي
الله عنها -
(3/76)
ممن خرج إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - حينئذ وهي عاتق، فجاء أهلها يسألون رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - أن يرجعها إليهم، فلم يرجعها إليهم، لما أنزل
الله فيهم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ
الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ
أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ) الآية.
قال عروة: فأخبرتني عائشة رضي الله عنها أن رسول الله - صلى
الله عليه وسلم - كان يمتحنهن بهذه الآية: (يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى
أَنْ لَا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا
يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ) الآية.
قال عروة: قالت عائشة رضي الله عنها: فمن أقر بهذا الشرط منهن
قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قد بايعتك، كلاماً
يكلمها به، والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة وما
بايعهن إلا بقوله.
رواه البخاري في الصحيح.
(3/77)
وقال البغوي في المبايعة يوم فتح مكة: إن
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما فرغ من بيعة الرجال وهو
على الصفا، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه أسفل منه وهو يبايع
النساء بأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويبلغهن عنه،
وهند بنت عتبة امرأة أبي سفيان منتقبة متنكرة مع النساء خوفاً
من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرفها، فقال
النبي - صلى الله عليه وسلم -: أبايعكن على أن لا تشركن بالله
شيئاً، فرفعت رأسها وقالت: والله إنك لتأخذ علينا أمرا ما
رأيناك أخذته على الرجال - وبايع يومئذ على الِإسلام والجهاد
فقط - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ولا تسرقن، فقالت
هند: إن أبا سفيان رجل
شحيح، وإني أصبت من ماله هنات، فلا أدري أيحل لي، أم لا؟.
فقال أبو سفيان: ما أصبت من شيء فيما مضى وفيما غبر فهو لك
حلال
فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعرفها، فقال لها: وإنك
لهند بنت عتبة؟.
قالت: نعم فاعف عني ما سلف عفا الله عنك، ولا تزنين. فقالت
هند: أو تزني الحرة؟.
فقال: ولا تقتلن أولادكن، فقالت هند: ربيناهم صغاراً وقتلتموهم
كباراً وأنتم وهم أعلم - وكان ابنها حنظلة ابن أبي سفيان قتل
يوم بدر -
فضحك عمر رضي الله عنه حتى استلقى، وتبسم رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -،
(3/78)
فقال: ولا تأتين ببهتان بين أيديكن وأرجلكن
- قالت هند: والله إن البهتان لقبيح.
وما تأمرنا إلا بالرشد ومكارم الأخلاق، قال: ولا تعصين في
معروف قالت
هند: ما جلسنا مجلسنا هذا وفي أنفسنا أن نعصيك في شيء.
فأقر النسوة بما أخذ عليهن.
قتل الأولاد: الوأد.
وافتراء البهتان: التقاط ولد وإلحاقه بالزوج.
(3/79)
سورة الصف
وتسمى: الحواريون.
قال ابن عباس ومجاهد وعطاء - قال النسفي: وعامة المفسرين -
مكية.
وقتادة - قال النسفي: وعكرمة والحسن - مدنية.
وعَكْسُ هذا النقل للأصفهاني، فعزا كونها مكية إلى ابن يسار
فقط، وقال: وعن ابن عباس والحسن ومجاهد وعكرمة وقتادة
والجمهور:
إنها مدنية.
وكذا قال أبو حيان: مدنية في قول الجمهور. وهو معنى قول
البغوي: مدنية. وقال عطاء: مكية، فالله أعلم.
(3/80)
عدد آياتها وما يشبه
الفواصل فيها
وآيها أربع عشرة انفاقاً، ولا اختلاف في تفصيلها، كما أنه لا
اختلاف في
إجمالها.
وفيها مما يشبه الفاصلة، موضع واحد:
(وفتحٌ قريب) .
ولا عكس لذلك.
وريها ثلاثة أحرف، وهي: صمن.
مقصودها
ومقصودها: الحث على الاجتهاد التام، والاجتماع على قلب واحد،
في
جهاد من دعت الممتحنة إلى البراءة منهم، بحملهم على الدين
الحق، أو
محقهم عن جديد الأرض، تنزيهاً للملك الأعلى عن الشرك، وصيانة
لجنابه
الأقدس عن الإفك، ودلالة على الصدق في البراءة منهم والعداوة
لهم.
وأدل ما فيها على هذا المقصد: الصف، بتأمل آيته، وتدبر ما له
من
جليل النفع في أوله، وأثنائه، وغايته.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الترمذي في التفسير، والدارمي أول الجهاد،
(3/81)
وأبو يعلى في الجزء الأخير من مسنده - وهذا
لفظه - عن عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال: ذكرنا أحب
الأعمال إلى الله، فقلنا: من يسأل لنا رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -، فهبناه أن نسأله فتفرقنا رجلًا رجلًا حتى اجتمعنا
عنده، سار بعضنا إلى بعض فلم ندر، ثم أرسل إلينا، فقرأ علينا
رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هذه السورة:
(سبح لله ما في السماوات وما في الأرض) - إلى قوله -:
(بُنْيَانٌ
مَرْصُوص) .
قال ابن سلام: فقرأ علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
السورة كلها، من أولها إلى آخرها.
قال أبو سلمة: فقرأها علينا ابن سلام. قال يحيى: فقرأها علينا
أبو سلمة قال ابن كثير: فقرأها علينا الأوزاعي. قال عبد الله:
فقرأها علينا ابن
كثير.
(3/82)
سورة الجمعة
مدنية إجماعاً.
وآيها إحدى عشر بالاتفاق، ولا اختلاف في تفصيلها، ولا شيء فيها
مما
يشبه الفواصل.
ورويها حرفان: وهما: من.
مقصودها
ومقصودها: بيان أول الصف، بدليل - هو أوضح شرائع الدين، وأوثق
عرى الِإسلام - وهو الجمعة، التي اسمها مبين للمراد منها، من
فرضية
الاجتماع، وإيجاب الاقبال عليها والتجرد عن غيرها والانقطاع،
لما وقع من
التفرق حال الخطبة عمن بعث للتزكية، بالاجتماع عليه في الجهاد
وغيره، في العسر واليسر، والمنشط والمكره.
(3/83)
واسمها "الجمعة" أنسب شيء فيها لهذا
المقصد، بتدبر آياته، وتأمل
أوائله وغاياته الحاثة على قوة التواصل والاجتماع، والحاملة
على دوام الِإقبال على المتزكي، والحب له والاتباع.
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الترمذي وقال: حسن صحيح، عن أبي هريرة
رضي الله عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في
صلاة الجمعة سورة الجمعة، وفي السجدة الثانية: إذا جاءك
النافقون.
وهو عند ابن الجارود بنحوه.
وروى الشيخان: البخاري في التفسير، ومسلم في الفضائل، والترمذي
في التفسير والمناقب عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنا
جلوساً عند
النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ نزلت سورة الجمعة فلما قرأ:
(وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ) ، قال رجل:
مَنْ هؤلاء يا رسول الله فوضع النبي - صلى الله عليه وسلم -
يده على
(3/84)
سلمان رضي الله عنه، ثم قال: لو كان
الإيمان عند الثريا لناله رجال من
هؤلاء.
(3/85)
سورة المنافقون
مدنية إجماعا.
نزلت في غزوة بني المصطلق
عدد آياتها
وآيها إحدى عشرة بالإجماع. ولا اختلاف في تفصيلها.
وفيها مشبه الفاصلة موضع واحد: (أجل قريب)
وليس فيها عكس ذلك
ورويها: النون.
(3/86)
مقصودها
ومقصودها: كمال التحذير مما يثلم الإيمان، من الأعمال الباطنة
والترهيب مما يقدح وفي الإسلام، من الأحوال الظاهرة، بمخالفة
الفعل للقول، فإنه نفاق في الجملة، فيوشك أن يجرَّ إلى كمال
النفاق فيخرج من
الدين، ويدخل الهاوية.
وتسميتها بالمنافقين، واضحة في ذلك.
(3/87)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى مسلم في صحيحه، وعبد الرزاق، عن عبيد الله
بن أبي رافع قال: استخلف مروان أبا هريرة رضي الله عنه على
المدينة.
فصلى بالناس الجمعة، فقرأ بالجمعة والمنافقين.
وقال عبد الرزاق فقرأ في الركعة الأولى سورة الجمعة، وفي
الركعة
الثانية: إذا جاءك المنافقون، فقلت: يا أبا هريرة قرأت بسورتين
سمعت عليا
رضي الله عنه يقرأ بهما؟.
قال: سمعت حِبي أبا القاسم - صلى الله عليه وسلم - يقرأ بهما.
وسر القراءة بهما في هذه الصلاة - والله أعلم -: تحذير من نطق
بكلمة
الِإسلام ولا سيما المنافقين من أهل الكتاب والأميين، عن
الِإبطاء عنها.
وحثهم في المبادرة إليها، والِإعلام بأن من تخلف عنها، تهاوناً
بها، فهوا
منافق، ليس له من القرآن غير مَثَل الحمار، والِإظهار لقوة
الِإسلام في الجهر
بعيب المخالف من الفريقين في أعظم المجامع، لأنه حق، كما أخبر
به في
الصف لا بد من إتمامه ولو كره الكافرون والمشركون.
(3/88)
سورة التغابن
قال ابن عباس رضي الله عنهما، وعطاء بن يسار: مكية، إلا ثلاث
آيات منها نزلت في عوف بن مالك الأشجعي، شكى إلى النبي - صلى
الله عليه وسلم - جفاء أهله وولده، فأنزل الله عز وجل: (يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ
وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ) إلى آخر
الآيات الثلاث.
وقال قتادة - قال النسفي: وعكرمة -: مدنية.
وعكس الأصفهاني هذا النقل فقال: إن الجمهور قالوا: هي مدنية،
منهم
ابن عباس والحسن، ومجاهد، وعكرمة، وقتادة.
وقال بأنها مكية: الضحاك.
وقال عطاء بن يسار: مكية، إلا ثلاث آيات: (يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا)
إلى آخرها.
(3/89)
عدد آياتها
وآيها ثماني عشرة في جميع العدد. ولا اختلاف في تفصيلها.
وفيها مما يشبه الفواصل، ثلاث مواضع:
(ما تسرون) ، (وما تعلنون) ، (التغابن) .
ورويها أربعة أحرف وهي: من در.
مقصودها
ومقصودها: الإبلاغ في التحذير، مما حذرت منه المنافقون، بإقامة
الدليل القاطع على أنه لا بد من العرض على الملك للدينونة على
النقير
والقطمير يوم القيامة، يوم الجمع الأعظم.
واسمها "التغابن" واضح الدلالة على ذلك، وهو أدل ما فيها -
عليه.
فلذلك سميت به.
(3/90)
فضائلها
وأما ما ورد فيها:
فقال البغوي: وقال عطاء بن يسار: كان عوف بن مالك الأشجعي
ْرضي الله عنه ذا أهل وولد وكان إذا أراد الغزو بكوا إليه
ورققوه، وقالوا:
إلى من تدعنا؟.
فيرق لهم ويقيم، فأنزل الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا
لَكُمْ. . .) الآيات.
وروى الطبراني بسند ضعيف، عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه
-
(3/91)
أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:
ليس عدوك الذي إن قتلته كان لك نوراً، وإن قتلك دخلت الجنة،
ولكن أعدى عدو لك ولدك الذي يخرج من صلبك، ثم أعدى عدو لك مالك
الذي ملكت يمينك.
وروى الطبراني في الكبير والأوسط - بإسنادين أحدهما جيد - عن
ابن
عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-: خلق الله جنة عدن بيده، ودلى فيها ثمارها، وشق فيها
أنهارها، ثم نظر إليها فقال لها: تكلمي، فقالت: قد أفلح
المؤمنون. فقال: وعزتي لا يجاورني فيك بخيل.
ورواه أبو بكر البزار عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه -
موقوفاً
ومرفوعاً - قال: خلق الله الجنة: لبنة من ذهب. ولبنة من فضة،
وملاطها
المسك وغرسها. وقال لها: تكلمي. فقالت: (قَدْ أَفْلَحَ
الْمُؤْمِنُونَ) .
فدخلتها الملائكة فقالت: طوباك منزل الملوك.
ورواه ابن أبي الدنيا عن أنس رضي الله عنه مطولا، ولفظه: خلق
الله
جنة عدن بيده: لبنة من درة بيضاء، ولبنة من ياقوتة حمراء،
ولبنة من
(3/92)
زبرجدة خضراء، ملاطها مسك، حشيشها زعفران،
حصباؤها اللؤلؤ.
ترابها العنبر، ثم قال لها: انطقي.
قالت: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ) فقال الله عز وجل: وعزتي
وجلالي لا يجاورني فيك بخيل، ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ
الْمُفْلِحُونَ) .
وروى أبو الشيخ عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن النبي - صلى
الله عليه وسلم - قال: من قرأ التغابن رفع عنه موت الفجاءة.
(3/93)
سورة الطلاق
وتسمى: (سورة النساء القصرى.
مدنية: إجماعا.
عدد آياتها وما يشبه الفاصلة فيها
وآيها إحدى عشرة آية. في البصرى، واثنتا عشرة في عدد الباقين.
اختلافها ثلاث آيات:
(بالله واليوم الآخر) . عدها الشامي، ولم يعدها الباقون.
(يجعل له مخرجاً) ، عدها المدني الأخير والمكي والكوفي، ولم
يعدها الباقون.
(يا أولى الألباب) ، عدها المدني الأول، ولم يعدها الباقون.
(3/94)
وفيها ما يشبه الفاصلة، ولم يعد بإجماع،
خمسة - مواضع:
(ثلاثة أشهر) ، (حساباً شديداً) ، (عذاباً شديداً)
(إلى النور) ، (شيء قدير) .
وعكسه موضع واحد:
(له أخرى)
ورويها أربعة أحرف، وهي: رق جم.
مقصودها
ومقصودها: تقدير حسن التدبير في المفارقة والمهاجرة بتهذيب
الأخلاق
بالتقوى لا سيما إن كان ذلك عند الشقاق، لا سيما إن كان في أمر
النساء.
لا سيما عند الطلاق، ليكون الفراق على نحو التواصل والتلاق.
واسمها "الطلاق " أجمع ما يكون لذلك، فلذا سميت به.
وكذا سنورة الننساء القصرى، لأن - العدل في الفراق بعض مطلق
العدل، الذي هو محط مقصود سورة النساء
(3/95)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى الطبراني من طريق إسماعيل بن عمرو البجلي -
قال الهيثمي: وهو ضعيف - عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يا أيها الناس
اتخذوا تقوى الله تجارة، يأتكم الرزق بلا بضاعة ولا تجارة.
ثم قال: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) .
وفي سورة الزمر حديث في فضلها.
وروى أحمد، وابن ماجة، والحاكم وقال: صحيح الإسناد، عن أبي
ذر رضي الله عنه قال: جعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
يتلو هذه الآية: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ
مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) فجعل
يرددها حتى
(3/96)
نعست، فقال: يا أبا ذر، لو أن الناس أخذوا
بها لكفتهم.
وروى أبو داود واللفظ له، والنَّسائي، وابن ماجة، والحاكم
وقال:
صحيح الإسناد، والبيهقي في الدعوات، وغيره عن ابن عباس رضي
الله
عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من لزم
الاستغفار، جعل الله له من كل ضيق مخرجاً، ومن كل هم فرجاً،
ورزقه من حيث لا يحتسب.
ومدار أسانيدهم على الحكم بن مصعب، قال المنذري فيه: صويلح
الحديث لم يرو عنه غير الوليد بن مسلم فيما أعلم، وذكره ابن
حبان في
الثقات، وفي الضعفاء أيضاً وقال: يخطىء.
وروى آدم بن أبي إياس في تفسيره عن محمد بن إسحاق قال: جاء
مالك الأشجعي إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أسر ابني
عوف، فقال له: أرسل
(3/97)
إليه إن النبي - صلى الله عليه وسلم -
يأمرك أن تكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فأتاه الرسول
فأخبره، فأكب عوف يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وقد كانوا
شدوه بالقد، فسقط القد عنه، فخرج فإذا هو بناقة لهم فركبها
فأقبل فإذا هو بسرح القوم، فصاح بهم، فاتبع آخرها أولهم، فلم
يفجأ أبويه إلا وهو ينادي بالباب، فقال أبوه: عوف ورب الكعبة،
فقالت أمه: واسوأتاه، وعوف كئيب متألم ما فيه من القد، فاستبق
الباب والخادم إليه، فإذا عوف قد ملأ الفناء إبلًا، فقص على
أبيه أمره وأمر الإبل، فأتى أبوه النبي - صلى الله عليه وسلم -
فأخبره بخبر
عوف، وخبر الإبل، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
اصنع بها ما أحببت وما كنت صانعا بإبلك، ونزل: (وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ
لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ
حَسْبُهُ) .
وهذا سند منقطع، فإن محمداً ابن إسحاق لم يدرك مالكاً الأشجعي.
وقد مضى آخر سبحان ما يشبه أن يكون متصلا بهذا.
وروى أبو الشيخ والبيهقي، من رواية الحسن عن عمران بن حصين
رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من
انقطع إلى الله عز وجل كفاه كل مؤنة ورزقه من حيث لا يحتسب،
ومن انقطع إلى الدنيا، وكله الله إليها.
قال المنذري: واختلف في سماع الحسن من عمران رضي الله عنه.
(3/98)
سورة التحريم
وتسمى سورة النبي. مدنية إجماعاً.
وآيها اثنتا عشرة بالِإجماع.
ولا اختلاف في تفاصيلها.
وفيها مما يشبه الفاصلة موضع: (وصالح المؤمنين)
رويها ثلاثة أحرف، وهي: رمن.
مقصودها
ومقصودها: الحث على تقدير التدبير في الآداب مع الله ومع
رسوله، لا
سيما للنساء اقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في حسن
عشرته، وكريم صحبته، وبيان أن الأدب الشرعي تارة يكون باللين،
وأخرى بالسوط وما داناه، ومرة
(3/99)
بالسيف وما والاه واسماها "التحريم والنبي"
موضح لذلك
فضائلها
وأما ما ورد فيها: فروى البغوي بسنده عن ابن عباس رضي الله
عنهما، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: لما اعتزل النبي -
صلى الله عليه وسلم - نساءه، إلى أن قال: دخلت عليه، فقلت: يا
رسول الله ما يشق عليك من شأن النساء، فإن كنت طلقتهن فإن الله
معك وملائكته وجبريل وميكال، وأنا وأبو بكر والمؤمنون معك، وما
تكلمت وأحمد الله - بكلام
(3/100)
إلا رجوت أن الله يصدق قولي الذي أقول.
ونزلت هذه الآية: (عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ
يُبْدِلَهُ أَزْوَاجًا خَيْرًا مِنْكُنَّ) .
(وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ) الأية.
وروى الحاكم وقال: صحيح الإِسناد - قال المنذري: كذا قال
(الحاكم - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لما أنزل الله على
نبيه - صلى الله عليه وسلم -: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ
وَالْحِجَارَةُ) تلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذات
يوم على أصحابه، فخر فتى مغشياً عليه، فوضع النبي - صلى الله
عليه وسلم - يده على فؤاده، فإذا هو يتحرك. فقال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: يا فتى، قل: لا إله إلا الله، فقالها
فبشره بالجنة، فقال أصحابه: يا يا رسول الله أمن بيننا؟.
قال: أو ما سمعتم قول الله تعالى: (ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ
مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ (14) .
(3/101)
سورة الملك
وتسمى: تبارك. والمانعة، والواقية، والمنجية.
قال النسفي: قال ابن مسعود: كنا نسمي "تبارك الذي بيده الملك"
على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المنجية، وهي في
التوراة سورة الملك. انتهى.
وهي مكية.
وقيل: مدنية..
عدد آياتها
وآيها إحدى وثلاثون آية في المدني الأخير والمكي، وثلاثون فقط
فيما
عداهما.
اختلافها آية: (قد جاءنا نذير) . عدها المدني الأخير والمكي.
ولم يعدها غيرهما. وعدها شيبة، ولم يعدها أبو جعفر.
(3/102)
وفيها مما يشبه الفواصل، ثلاثة مواضع:
(طباقا) ، (للشياطين) ، (يأتكم نذير) .
ورويها ثلاثة أحرف: رمن.
مقصودها
ومقصودها: الخضوع للهِ، لاتصافه بكمال الملك، الدال عليه تمام
القدرة، الدال عليه قطعاً إحكام المكونات، الدال عليه تمام
العلم، الدال
عليه مع إحكام المصنوعات، علم ما في الصدور، لينتج ذلك العلم
بتحتم
البعث لدينونة العباد على ما هم عليه من الصلاح والفساد كما هي
عادة
الملوك، لتكمل الحكمة، وتتم النعمة.
واسمها "الملك" واضح في ذلك، لأن الملك محل الخضوع، من كل ما
يرى الملك. وكذا "تبارك" لأن من كان كذلك، كان له تمام الثبات
والبقاء.
فكان له من كل شيء كمال الخضوع والاتقاء.
وكذا اسمها: المانعة، والواقية، والمنجية. لأن الخضوع حامل على
لزوم
طريق السعادة ومن لزمها نجا مما يخاف، ومنع من كل هول، ووقى كل
محذور.
(3/103)
فضائلها
وأما فضائلها: فروى أبو داود، والترمذي وحسنه واللفظ له،
والنسائي
وأبو عبيد في الفضائل، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم
وقال: صحيح الإسناد، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله
- صلى الله عليه وسلم - قال: من القرآن سورة ثلاثون آية - وفي
رواية: إن سورة من القرآن ثلاثون آية - شفعت لرجل حتى غفر له
وهي (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) .
(3/104)
ورواه عبد بن حميد في مسنده ولفظه: إن
سورةً من كتاب الله عز
وجل، ما هي إلا ثلاثون آية شفعت لرجل فأخرجته من النار،
وأدخلته
الجنة، وهي سورة تبارك.
وللترمذي وقال: غريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن بعض
أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يا رسول الله ضربت
خبائي على قبر، وأنا لا أحسب أنه قبر، فإذا قبر إنسان يقرأ
سورة الملك حتى ختمها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: هي
المانعة، هي المنجية تنجيه من عذاب القبر.
وللحاكم وقال: هذا إسناد عن اليمانيين صحيح، عن ابن عباس رضي
الله عنهما، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: وددت أنها
في قلب كل مؤمن. يعني: (تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ)
.
ورواه الطبراني في الكبير بسند فيه إبراهيم بن الحكم بن أبان
وهو
ضعيف - بلفظ: لوددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي، يعني:
(تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) .
وعند الحاكم أيضاً وصحح إسناده، والطبراني في الكبير، من طريق
عاصم بن بهدلة - قال الهيثمي: وهو ثقة وفيه ضعف، وبقية رجاله
رجال
(3/105)
الصحيح - عن عبد الله بن مسعود رضي الله
عنه، أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: يؤتي بالرجل في
قبره، فتوتي رجلاه فتقولان ليس لكم على ما قِبَلِنَا سبيل، فقد
كان يقرأ علينا سورة الملك، ثم يؤتي من قبل صدره - أو قال:
بطنه - فيقول: ليس لكم على ما قبلي سبيل، كان يقرأ في سورة
الملك، ثم يؤتي من قبل راحته، فتقول: ليس لكم على ما قبلي
سبيل، كان يقرأ في سورة الملك. فهي المانعة تمنع عذاب القبر،
وهي في التوراة سورة الملك، من قام بها في ليلة فقد أكثر
وأطنب.
ورواه عبد الرزاق موقوفا على ابن مسعود رضي الله عنه.
وفي رواية له وللطبراني - موقوفاً أيضاً - مات رجل فجاءته
ملائكة
العذاب، فجلسوا عند رأسه، فقال: لا سبيل لكم إليه، قد كان يقرأ
في
سورة الملك. فذكر نحوه.
وهو في النسائي مختصراً بلفظ: من قرأ (تَبَارَكَ الَّذِي
بِيَدِهِ الْمُلْكُ) كل
ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله -
صلى الله عليه وسلم - نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله
سورة، من قرأ بها في ليلة، فقد أكثر وأطاب.
ورواه الطبراتي في الكبير والأوسط - قال الهيثمي: ورجاله ثقات
ولفظه: كنا نسميها في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم
-المانعة، وأنها في كتاب الله سورة، من قرأبها في ليلة فقد
أكثر وأطنب.
(3/106)
ورواه أبو عبيد في الفضائل من طريق مرة
الطيب ومن طريق زر بن
حبيش عن عبد الله قال: إن الميت إذا مات، أوقدت نيران حوله،
فتأكل كل نار ما يليها، إن لم يكن له عمل يحول بينه وبينها،
وإن رجلًا مات لم يكن
يقرأ من القرآن إلا سورة ثلاثين آية، فأتته من قبل رأسه فقالت:
إنه كان
يقرؤني، فأتته من قبل رجليه فقال: إنه كان يقوم بي، فأتته من
قِبَلِ جوفه.
فقالت: إنه كان وعائي.
قال مرة: فنظرت أنا ومسروق فلم نجد سورة ثلاثين آية إلا تبارك.
وروى مالك في الموطأ، عن ابن شهاب، أن حميد بن عبد الرحمن
أخبره: أن "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن، وأن (تَبَارَكَ
الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ) تجادل عن صاحبها في قبره.
وروى البيهقي عن الخليل بن مرة، أن النبي - صلى الله عليه وسلم
- لا ينام حتى يقرأ تبارك. وحم السجدة.
(3/107)
وللطبراني في الصغير والأوسط بسند - قال
الهيثمي: رجاله رجال
الصحيح - عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله
عليه وسلم -: سورة من القرآن ما هي إلا ثلاثون آية، خاصمت عن
صاحبها حتى أدخلته الجنة، وهي سورة تبارك.
وقد مضى في آل عمران وغيرها، أن يحمل مثل هذا: أنه يأتي ثواب
القرآن فيجادل.
وعندي: أنه لا مانع من أن الله تعالى يخلق صورة من الصور، من
رآها علم أنها تدل على السورة التي نسب إليها الكلام، ويطلق
عليها
القرآن، كما أن الله تعالى ألهمنا في هذه الدار إلى تصوير
القرآن بالكتابة.
ويطلق عليه أنه قرآن تجاوزا، أو بالاشتراك. كما في حديث: "لا
تسافروا
بالقرآن إلى أرض العدو".
وقد مضى نحو هذا في السجدة، والله الموفق.
وروى ابن ماجة بإسناد - قال المنذري: حسن -، وابن خزيمة في
صحيحه، عن أبي بن كعب رضي الله عنه، أن رسول الله - صلى الله
عليه وسلم - قرأ يوم الجمعة تبارك وهو قائم يذكر بأيام الله،
وأبو ذر رضي الله عنه يغمز أبي بن كعب رضي الله فقال: متى
أنزلت هذه السورة إني لم أسمعها إلا الآن؟.
فأشار إليه أن: اسكت، فلما انصرفوا قال: سألتك متى أنزلت هذه
السورة
فلم تخبرني، فقال أبي رضي الله عنه: ليس لك اليوم من صلاتك
معنا إلا ما
(3/108)
لغوت فذهب إلى رسول الله - صلى الله عليه
وسلم - وأخبره بالذي قال أبي رضي الله عنه، فقال رسول الله -
صلى الله عليه وسلم -: صدق أبي رضي الله عنه.
(3/109)
سورة ن
وتسمى: القلم.
مكية إجماعاً.
قال الأصفهاني: وعن ابن عباس رضي الله عنهما: أن فيها من
المدني:
(إنا بلوناهم) ، إلى قوله: (لو كانوا يعلمون) .
وقوله: (فاصبر) ، إلى قوله: (من الصالحين) .
وقال أبو حيان: ومعظمها نزل في الوليد بن المغيرة وأبي جهل بن
هشام.
عدد آياتها
وآيها اثنتان وخمسون إجماعاً. ولا اختلاف فيها.
وفيها مشبه الفاصلة، ثلاثة مواضع:
(3/110)
(ن) ، (كذلك العذاب) ، (الحوت)
وعكسه موضعان:
(مصبحين) ، (ولا يستثنون ".
ورويها حرفان، وهما: نم.
مقصودها
ومقصودها: إظهار ما ستر، وبيان ما أبهم، في آية: (فستعلمون من
هو في ضلال مبين) بتعيين المهتدي الذي برهن على هدايته، حيازته
العلم
الذي هو النور الأعظم، الذي لا يضل بمصاحبه، بتقبل القرآن،
والتخلق
بالفرقان، الذي هو صفة الرحمن.
وأدل ما فيها على هذا الغرض: (ن) ، وكذا: والقلم. فلذا سميت
بكل منهما. وبالكلام على كل منهما يعرف ذلك.
وحاصله: أن النون مبين محيط في بيانه كما يحيط ضوء الشمس بما
يظهره، وكما تحيط الدواة بمدادها بآية ما دل عليه بمخرجه
وصفاته، واستقراء الكلم الواقع فيها المعاني التي اشتركت في
لفظه.
وأما القلم: فإبانته للمعارف، أمر لا ينكر
(3/111)
فضائلها
وأما ما ورد فيها: فروى الطبراني في الكبير وقال: لم يرفعه عن
حماد بن
زيد إلا مؤمل بن إسماعيل - قال الهيثمي: مؤمل ثقة كثير الخطأ،
وقد
وثقه ابن معين وغيره، وضعفه البخاري وغيره، وبقية رجاله ثقات -
عن
ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله - صلى الله عليه
وسلم -: إن أول ما خلق الله القلم والحوت.
فقال للقلم: اكتب. قال: ما أكتب؟.
قال: كل شيء كائن إلى يوم القيامة.
ثم قرأ: (ن والقلم وما يسطرون) ، فالنون: الحوت
والقلم: القلم.
(3/112)
وروى الشيخان وغيرهما، وأورده البغوي في
تفسير: (وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ
بِأَبْصَارِهِمْ)
بسنده، عن أبي هريرة رضي الله عنه
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: العين حق.
وفي رواية عند أحمد وابن ماجة: يحضرها الشيطان، وحسد ابن آدم.
(3/113)
وفي الحلية عن جابر: العين حق، تدخل الجمل
القدر، والرجل
القبر وعن أسماء بنت عميس رضي الله عنها قالت: يا رسول الله إن
بني جعفر تصيبهم العين أفاسترقي لهم؟.
قال: نعم، فلو كان شيء يسبق القضاء لسبقته العين.
(3/114)
|