معاني القراءات للأزهري سورة يُونُسَ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (الر)
قرأ ابن كثير وحفص عن عاصم (الرَ) مفتوحة،
وقرأ نافع بين الفتح والكسر.
وقال المسيبي عنه بالفتح، وقرأ أبو عمرو وابن عامر وحمزة
والكسائي
(الرَ) مكسورة على الهجاء، وكذلك روى خلف عن يَحيَى عن أبي بكر
عن عاصم بالكسر.
واتفقوا على قصر الراء فُتِحَتْ أو كُسِرَت.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يُفَصِّلُ الْآيَاتِ)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وحفص ويعقوب (يُفَصِّلُ الْآيَاتِ)
بالياء،
وقرأ الباقون (نُفَصِّلُ الْآيَاتِ) بالنون.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يُفَصِّلُ الْآيَاتِ) بالياء فهو
إخبار عن فعل اللَّهِ،
وَمَنْ قَرَأَ بالنون فهو فعله تبارك وتعالى.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَقُضيَ إلَيْهِمْ أَجَلُهُم)
(2/39)
قرأ ابن عامر والحضرمي (لَقَضَى) بفتح
القاف، و (أجَلَهم) نصبًا،
وقرأ الباقون (لَقُضيَ) بضم القاف، (أجَلُهم) رفعًا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لَقَضى) فمعناه: لَقَضَى اللَّه
أجَلَهم، أي:
أمضاه.
وَمَنْ قَرَأَ (لَقُضيَ) فهو على ما لم يسم فاعله، ولذلك رفع
(أجَلُهم) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ)
قرأ نافع وحفص والحضرمي (أدْرَاكُمْ بِهِ) ، و (أدراك) بالفتح
في كل
القرآن، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم بين الفتح والكسر،
وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي (أدْرِيكُمْ بِهِ " كسرًا حيث
وقع،
وقرأ ابن كثير فيما أقرأني (ولأدْرَاكُمْ به) كلمة واحدة
بمعنى: ولأعلَمَكُمْ.
قال أبو منصور؛ أما اللغات التي رُوِيت في قوله (ولا
أدْرَاكُمْ)
من الإمالة والتفخيم فهي كلها معروفة، بأيّها قرأت فأنت
مُصِيب.
وأمَّا ما رَوي
(2/40)
لابن كثير (ولأدْرَاكُمْ به) فاللام لام
التأكيد، وليست القراءة بها فاشية،
والقراءة ما عليه القراء، و (لا) حرف نفى، و (أدراكم) كلمة
أخرى.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ) .
فتح الياء من (لِيَ) ابن كثير ونافع وأبو عمرو، وأسكنها
الباقون.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (عَمَّا يُشْرِكُونَ)
ها هنا، وفي النحل في موضعين، وفي النمل، وفى الروم.
قرأهُنَّ أبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء كلهن،
وقرأ ابن كثير ونافع وابن عامر (خَيْرٌ أَمَّا تُشْرِكُونَ)
بالتاء، والباقى بالياء. وقرأهن حمزة والكسائي خمستهن بالتاء،
واتفقوا فيما سوى هذه الخمسة الأحرف.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بالتاء فهو مخاطبة، وَمَنْ قَرَأَ
بالياء فهو خَبَر.
* * *
وقوله جلَّ وعزََّ: (هُوَ الَّذِي يُسَيِّرُكُمْ) .
قرأ ابن عامر وحده (يَنْشُرُكُمْ) بالشين، من النَّشْر،
وقرأ الباقون (يُسَيِّرُكُمْ) بالسين من التسيير.
(2/41)
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يَنشُرُكم)
فمعناه: يَبثكم،
وَمَنْ قَرَأَ (يُسَيِّرُكُمْ)
فهو (تفعيل) من سارَ، وسيَّره غيرُه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (23)
قرأ حفص عن عاصم (مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) نصبًا وكذلك
روى هارون عن ابن كثيرٍ، وقرأ الباقون بالرفع.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)
فعلى المصدر، المعنى: تُمَتعون
(مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) .
ومن: قرأ (مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) بالرفع فمن جهتين:
إحداهما: أن يكون (مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) خبرًا لقوله
(إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعُ)
ويجوز أن يكون: خبر الابتداء قوله (عَلَى أَنْفُسِكُمْ) :
ويكون
(مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) على إضمار (هو) ، والمعنى: إن
مَا تنالونه بهذا الفساد
والبغى، إنما تتمتعون به في الدنيا ثم إلينا مرجعكم.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ (27)
(2/42)
قرأ ابن كثير والكسائي والحضرمي (قِطْعًا)
ساكنة الطاء،
وقرأ الباقون (قِطَعًا) مثقلاً.
قال أبو منصور - من مقرأ (قِطْعًا مِنَ اللَّيْلِ) أراد: طائفة
من الليل.
وَمَنْ قَرَأَ (قِطَعًا) فهو جمع قطعة -
فمن قرأ (قِطَعًا) جعل (مُظْلِمًا) نعت القطع،
وَمَنْ قَرَأَ (قِطْعًا) جعل (مُظْلِمًا) حالاً من الليل،
المعنى: أغْشيت وجوههم (قِطْعًا) من الليل في حاله إظلامه.
* * *
وقوله عزَّ وجلَّ: (هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ (30)
قرأ حمزة والكسائي (تَتْلُواْ) بالتاء، وقرأ الباقون
(تَبْلُوْا) بالباء.
(2/43)
قال أبو منصور: أما قوله (هنالك) فهو ظرف،
والمعنى في ذلك الوقت،
وهو منصرف ب (تَبْلُوا) ، إلا أنه غير متمكن، واللام زائدة،
والأصل: (هناك) فكسرت اللام لسكونها وسكون الألف، والكاف
للمخاطبة.
فمن قرأ (تَبْلُوا) فمعناه: تَخْبُرُ، أي: تَعْلَم كل نفس ما
قدَّمت.
وَمَنْ قَرَأَ (تَتْلُواْ) بتاءين فهو من التلاوة، أي: تقرأ كل
نفس، ودليل ذلك قوله: (اقرأ كتابك) .
وقال بعض المفسرين في قوله: (تَتْلُو) : تَتَبع كل نفس
ما أسلفت، أى: قدمت من خير أو شر.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى
(35)
قرأ ابن كثير وابن عامر (أَمَّنْ لَا يَهَدِّي) بفتح الياء
والهاء وتشديد الدال -
وكان أبو عمرو يُشِم الهاء الفتحة.
وقرأ نافع (يَهْدِّى -) بفتح الياء وسكون الهاء، وتشديد الدال،
وقرأ أبو بكر عن عاصم في رواية يَحيَى " يِهِدِّي) بكسر الياء
والهاء وتشديد الدال.
وروى الأعشى عن أبي بكر عن عاصم (يَهِدِّي) بفتح الياء وكسر
الهاء وتشديد الدال.
وكذلك قرأ الحضرمي.
وقرأ حمزة والكسائي بفتح الياء وتخفيف الدال.
قال أبو منصور: أما مَنْ قَرَأَ (أَمَّنْ يَهْدِّى) بفتح الياء
وسكون الهاء وتشديد
الدال فإن القراءة وإن رويت فاللفظ بها ممتنع عند النحويين غير
سائغة؛ لاجتماع
(2/44)
الساكنين، والعرب لا تكاد تجمع بينهما، وقد
حكى سيبويه أنها لغة، وأن
مثلها قد يُتكلم به.
وَمَنْ قَرَأَ (أَمَّنْ لَا يَهَدِّي) بفتح الياء والهاء
وتشديد الدال فهو جيد،
والأصل فيها (يهتدي) ، فأدغمت التاء في الدال،
فطرحت فتحتها على الهاء.
والذين جمعوا بين ساكنين الأصل عندهم أيضًا (يَهْتدي) ، فأدغمت
التاء في الدال، وتركت الهاء ساكنة كما كانت في الأصل، فاجتمع
ساكنان.
وَمَنْ قَرَأَ (أَمَّنْ لَا يَهِدِّي) بكسر الهاء فهذه القراءة
في الجودة كفتح الهاء،
وإنما كُسِر الهاء [ ... ] (1) لالتقاء الساكنين.
__________
(1) ما بين المعقوفتين سقط من المخطوطة.
إلى قوله تعالى في سورة يوسف - عليه السلام - (وَقَالَ
لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ
لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انْقَلَبُوا إِلَى
أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (62) .
ومن الممكن الرجوع إلى كتب تغطي هذا الجانب مثل معاني القرآن
وإعرابه للزجاج، والحجة لأبي علي الفارسي، وحجة القراءات
لابْنِ زَنْجَلَةَ، والحجة في القراءات السبع لابن خالويه،
والدر المصون للسَّمين الحلبي.
وتميمًا للفائدة فقد جَبَرْتُ هذا النقص بإكماله من كتاب حجة
القراءات للإمام ابْنِ زَنْجَلَةَ - رحمه الله - فهو أنسبها
لموضوع الكتاب من عدَّة وجوه من أهمها أنه يعزو القراءات إلى
أصحابها ويذكر حجتها مع (الإيجاز) ومن ثَمَّ يتم المحافظة على
موافقة ترقيم الكتاب للنسخة المطبوعة. اهـ
(مصحح النسخة الإلكترونية) .
(2/45)
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
. .
__________
(1) قَالَ ابْنُ زَنْجَلَةَ:
أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى 35
قرأ نافع أمن لا يهدي بإسكان الهاء وتشديد الدال الأصل يهتدي
فأدغمت التاء في الدال وتركت الهاء ساكنة كما كانت
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر وورش أمن لا يهدي بفتح
التاء والهاء وتشديد الدال والأصل يهتدي فأدغموا التاء في
الدال وطرحوا فتحتها على الهاء واحتجوا بقراءة عبد الله أمن
لا يهتدي وكان ابن عباس يقول إن محمد صلى الله عليه دعا قومه
إلى دين الله وأرشدهم إلى طاعته فعصوه وهو أحق أن يتبع أم من
لا يهتدي إلا أن يهدى أي يرشده غيره
قرأ حمزة والكسائي أمن لا يهدي ساكنة الهاء خفيفة الدال
وحجتهما في ذلك أن يهدي في معنى يهتدي تقول هديت غيري وهديت
أنا على معنى اهتديت قال الفراء العرب تقول هدى واهتدى بمعنى
واحد وهما جميعا في أهل الحجاز وسمع أعرابي فصيح يقول إن السهم
لا يهدي إلا بثلاث قذذ أي لا يهتدي
قرأ عاصم في رواية أبي بكر أمن لا يهدي بكسر الياء والهاء أراد
يهتدي فأدغم التاء في الدال فالتقى ساكنان فكسر الهاء لالتقاء
الساكنين وكسر الياء لمجاورة الهاء وأتبع الكسرة الكسرة
وقرأ حفص أمن لا يهدي يفتح الياء وكسر الهاء في الجودة كفتح
الهاء في الجودة والهاء مكسورة لالتقاء الساكنين
ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا إلا ساعة من نهار 45
قرأ حفص ويوم يحشرهم كأن لم يلبثوا بالياء إخبار عن الله وقرأ
الباقون بالنون الله يخبر عن نفسه
آلآن وقد كنتم به تستعجلون 51
قرأ نافع آلان بفتح اللام وإسقاط الهمزة نقل فتح الهمزة إلى
اللام كما قرأ ورش الأرض ألاخرة وقرأ إسماعيل عن نافع آلان
بإسكان اللام وبه قرأ الباقون على أصل الكلمة
فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون 58
قرأ يعقوب في رواية رويس فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون
بالتاء فيهما
اعلم أن كل أمر للغائب والحاضر لابد من لام تجزم الفعل كقولك
ليقم زيد لينفق ذو سعة وكذلك إذا قلت قم واذهب فالأصل لتقم
ولتذهب بإجماع النحويين فتبين أن المواجهة كثر استعمالهم لها
فحذفت اللام اختصارا وإيجازا واستغنوا ب افرحوا عن لتفرحوا وب
قم عن لتقم فمن قرأ بالتاء فإنما قرأ على الأصل وجته أنها عن
النبي صلى الله عليه وسلم عن أبي بن كعب قال قال لي رسول الله
صلى الله عليه وسلم
أمرت أن أقرأ عليك قال قلت وقد سماني ربك قال نعم قال فقرأ علي
يعني النبي صلى الله عليه قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا
هو خير مما تجمعون بالتاء وقد روي عن النبي صلى الله عليه
أنه قال لتأخذوا مصافكم أي خذوا مصافكم فهذا أمر المواجهة
وقرأ ابن عامر خير مما تجمعون بالتاء أي تجمعون أنتم من أعراض
الدنيا
وقرأ الباقون فليفرحوا ويجمعون بالياء فيهما على أمر الغائب أي
ليفرح المؤمنون بفضل الله أي الإسلام وبرحمته أي القرآن خير
مما يجمعه الكافرون في الدنيا
وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر
من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين 61
قرأ الكسائي وما يعزب بكسر الزاي وقرأ الباقون بالرفع وهما
لغتان تقول عزب يعزب ويعزب مثل عكف يعكف ويعكف
قرأ حمزة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر بالرفع فيهما رد على قوله
من مثقال ذرة لأن موضع مثقال رفع قبل دخول من لأنها زائدة
التقدير ما يعزب عن ربك مثقال ذرة ولا أصغر من ذلك ولا أكبر
إلا في كتاب مبين
قال الزجاج ويجوز رفعه من جهة أخرى على الابتداء ويكون المعنى
ولا ما هو أصغر من ذلك ولا ما هو أكبر إلا في كتاب مبين
وقرأ الباقون ولاأصغر ولا أكبر بالفتح على معنى ما يعزب عن ربك
من مثقال ذرة ولا مثقال أصغر من ذلك ولا أكبر والموضوع موضع
خفض إلا أنه فتح لأنه لا ينصرف
وقال فرعون ائتنوني بكل سحر عليم 79
قرأ حمزة والكسائي بكل سحار عليم وقرأ الباقون ساحر الألف قبل
الحاء وقد ذكرنا الحجة في سورة الأعراف
قال موسى ما جئتم به السحر إن الله سيبطله 81
قرأ أبو عمرو ما جئتم به آلسحر بالمد جعل ما بمعنى أي والتقدير
أي شيء جئتم آلسحر هو استفهام على جهة التوبيخ لأنهم قد علموا
أنه سحر فقد دخل استفهام على استفهام فلهذا يقف على قوله ما
جئتم به ثم يبتدئ آلسحر بالرفع وخبره محذوف المعنى الحسر هو
وقرأ الباقون ما جئتم به السحر وما على هذه القراءة في معنى
الذي جئتم به السحر والذي ابتداء والسحر خبر الابتداء كما تقول
الذي مررت به زيد
ربنا ليضلوا عن سبيلك 88
قرأ أهل الكوفة ليضلوا بضم الياء أي ليضلوا غيرهم وحجتهم في
ذلك أن ما تقدم من وصف فرعون بما وصف أنه بذلك ضال غير مهتد
فكان وصفه بعد ذلك بأنه مع ذلك مضل لغيره ويزيد الكلام فائدة
ومعرفة ما لم يكن مذكورا فيما تقدم من وصفه
وقرأ الباقون ليضلوا بفتح الياء أي ليضلوا هم وحجتهم قوله إن
ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وقد ضلوا
قال قد أجيبت دعوتكم فاستقيما ولا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون
89
قرأ ابن عامر ولا تتبعان بتخفيف النون المعنى فاستقيما وأنتما
لا تتبعان سبيل الذين لا يعلمون وهو الذي يسميه بعض أهل
العربية الحال والمعنى فاستقيما غير متبعين سبيل الذين لا
يعلمون
وقرأ الباقون بالتشديد ولا تتبعان بالتشديد موضع تتبعان جزم
إلا أن النون الشديدة دخلت للنهي مؤكدة وكسرت لسكونها وسكون
النون التي قبلها واختير له الكسر لأنها بعد الألف وهي تشبه
نون الاثنين
قال آمنت أنه لا إله إلا الذي آمنت به بنو إسرائيل 90
قرأ حمزة والكسائي قال آمنت إنه بكسر الألف وحجتهما أن كلام
متناه عند قوله آمنت وأن الإيمان وقع على كلام محذوف نظير قوله
ربنا إننا آمنا فاكتبنا ولم يذكر ما وقع الإيمان عليه وتقديره
آمنت بما كنت به قبل اليوم مكذبا ثم استأنف إنه لا إله إلا
الذي آمنت به بنو إسرائيل
وقرأ الباقون آمنت أنه بالفتح على تقدير آمنت بأنه فلما سقط
الخافص عمل الفعل فنصب
ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين 103
قرأ الكسائي وحفص كذلك حقا علينا ننجي المؤمنين خفيفة وقرأ
الباقون بالتشديد وهما لغتان تقول أنجى ينجي ونجى ينجي مثل كرم
وأكرم وعظم وأعظم وحجة من شدد هي أن أكثرهم أجمعوا على تشديد
قوله ثم ننجي رسلنا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه
وحجة من خفف قوله ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين وقول
فمهل الكافرين ثم قال أمهلهم رويدا فجمع بينهما لمعنى واحد |