معاني القراءات للأزهري سورة الصَّافَّاتِ
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قو 4 جلَّ وعزْ: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1)
قرأ أبو عمرو إذا أدغم وحمزة (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1)
فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3)
(وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا) مدغمة،
وأدغم أبو عمرو وحده (فَالْمُلْقِيَات ذِّكْرًا) ،
(وَالسَابِحَات سَّبحًا)
و (فَالسَّابِقَات سَّبْقًا) - وَالْعَادِيَات ضَّبْحًا) -
(فَالْمُغِيرَات صُّبْحًا (3) .
وقال عباس: لا يدغم أبو عمرو في شيء من هذا -
وسائر القراء لم يدغموا هذه الحروف.
قال أبو منصور: القراءة المختارة ترك الإدغام، والتبيين
للتاءات.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ (6)
قرأ حفص وحمزة (بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ) خفضًا.
وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، (بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبَ) نصبًا -
وقرَأ الباقون (بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ) مضافًا.
(2/315)
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (بِزِينَةٍ
الْكَوَاكِبِ) جعل الكواكب بدلاً من الزينة،
المعنى: إنا زينا السماء الدنيا بالكواكب -
وَمَنْ قَرَأَ (بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبَ) أقام الزينة مقام
التزيين فنصبت (الكواكبَ) بها، المعنى: بتَزييِننَا الكَوَاكب
-
ومن قرأ (بِزِينَةِ الْكَوَاكِبِ) فهو على إضافة الزينة إلى
الكواكب،
وعلى هذه القراءة أكثر القراء.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ
الْأَعْلَى.. (8)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (لَا يَسَّمَّعُونَ) مشدة -
وقرأ الباقون (لَا يَسْمَعُونَ) خفيفة -
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لَا يَسَّمَّعُونَ) بتشديد السين
والميم
فالأصل: يَتَسمَّعون، أدغمت التاء في السين فشددت
ومن قرأ (لَا يَسْمَعُونَ) خفيفة فهو بمعنى: لا يستمعون.
ْيقال: سمع إلى الشيء، واسَّمَّع إليه، وسَمِعْتُ الصوت، إذا
وَصَل حِسُّهُ
إلى سَمعِك.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12)
(2/316)
قرأ حمزة والكسائي (بَلْ عَجِبْتُ
وَيَسْخَرُونَ) بضم التاء -
وقرأ الباقون (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ) بفتح التاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (بل عجبتَ) بفتح التاء فالمعنى بل
عجبت يا محمد
من نزول الوحي عليك، والكافرون يسخرون مكذبين لك.
وَمَنْ قَرَأَ (بل عجبتُ) بضم التاء فالفعل لله جلَّ وعزَّ،
والمراد به مجازاته الكفار على عجبهم من إنذار الرسول إياهم،
كما قال جلَّ وعزَّ: (بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ
مِنْهُمْ)
أى: عجبوا مكذبين.
وقد رويت هذه القراءات عن على وابن عباس.
ولعل بعض الملحدين ينكر هذه القراءة لإضافة العجب إلى الله،
وليس العَجب وإن أسند إلى الله معناه كمعنى عجب الآدميين؛ لأن
معناه: بل عَظُم حلمي عنهم لهزئهم وتكذيبهم لما أنزلته عليك،
وأصل العجب في كلام العرب: أن الإنسان إذ أحسَّ ما يقل عرفُه
قال قد عجبت من كذا وكذا، وإذا فعل الآدميون ما ينكره الله جاز
أن يقال فيه: عجب الله، والله قد علم الشىء قبل كونه، ولكن
العلم الذى يلزم به الحجة يقع عند وقوع الشيء، وقد ذكر النبي -
صلى الله عليه وسلم - عَجَبَ الربِّ فقال:
(2/317)
"عجب ربكم من ألِّكُم وقُنُوطِكُم وسرعة
إجابته إياكم"
وهذه القراءة صحيحة بحمد الله لا لُبْسَ فيها ولا دَخَلَ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا
يُنْزَفُونَ (47)
قرأ حمزة والكسائي (يُنْزِفُونَ) بكسر الزاي، ومثله في
الواقعة.
وقرأ عاصم ها هنا (يُنْزَفُونَ) بفتح الزاي،
وفى الواقعة (يُنزِفُونَ) بكسر الزاي -
وقرأ الباقون (يُنزفون) بفتح الزاي في السورتين.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يُنْزَفُونَ) بفتح الزاي فالمعنى:
لا تذهب
عقولهم لشربها، يقال للسكران: نزيفٌ ومنزوفٌ، إذا زال عقله -
ومن قرأ (لا يُنْزِفُونَ) أى لا يسكرون،
قال الشاعر:
لَعَمْري لَئِنْ أَنْزَفْتُمُ أو صَحَوْتُمُ ... لبِئْسَ
النَّدامى أنتمُ آلَ أَبْجرا
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)
فَاطَّلَعَ)
(2/318)
روى حسين الجعفي عن أبي عمرو (هل أنتم
مُطْلِعُونِ) ساكنة الطاء مكسورة
النون، (فَأُطْلِعَ) بضم الألف وكسر اللام على فـ (أُفْعِلَ) .
وقرأ سائر القراء (هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)
فَاطَّلَعَ) بفتح الطاء والعين واللام.
قال أبو منصور: القراءة (هَلْ أَنْتُمْ مُطَّلِعُونَ (54)
فَاطَّلَعَ)
يقال: طلعتُ عليهم، واطَّلعت، وأطلعت بمعنًى واحد،
وأما ما رواه الجُعْفي عن أبي عمرو (هل أنتم مُطْلِعُونِ
فَأُطْلِعَ)
فلو كانت النون مفتوحة كانت صحيحة في العربية،
وأما كسر النون في (مطلعونِ) فهو شاذ ورديء عند النحويين، لأن
وجه
الكلام هل أنتم مطلعيَّ؟ .
وقد جاء مثله في الشعر قال الشاعر:
هم الفاعلونَ الخيرَ والآمِرُوْنَه ... إذَا مَا خَشُوا مِنْ
مُحْدَثِ الأمرِ مُعظَمَا
وكان وجه الكلام: والآمرون به.
ومثله قول الآخر، وهو رديء:
فما أَدْري وظني كلَّ ظَنِّ ... أَمُسْلِمُني إلى قومي شُراحي
ووجه الكلام: أمسلمي إلى قومي.
وكل أسماء الفاعلين إذا ذُكِرَ بعدها المُضمَر لم يُذكر النون
فيه ولا التنوين، تقول: زيد ضَاربي، وهما ضَارِبَاكَ،
(2/319)
وهم ضَارِبُوكَ، ولا يجوز: هَو ضَارِبُني،
وَهُمْ ضاربُونَك، إلا في شاذ
الشعر كما أعلمتك.
والقراءة في هذا الحرف على ما اجتمع عليه القراء.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَأَقْبَلُوا إِلَيْهِ يَزِفُّونَ (94)
قرأ حمزة، والمفضل عن عاصم (يُزِفُّونَ) بضم الياء.
وقرأ الباقون (يَزِفُّونَ) بفتح الياء، وتشديد الفاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (يَزِفُّونَ) بفتح الياء فأصله من
زَفِيف النَّعَام، وهو
ابتداء عَدْوِهِ. يقال: زَف النعام يَزف" زَفِيفًا.
وَمَنْ قَرَأَ (يُزِفُّونَ) بضم الياء فالمعنى: يصيرون إلى
الزفِيف.
والقراءة المختارة (يَزِفُّونَ) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى (102)
قرأ حمزة والكسائي (مَاذا تُرِى) بضم التاء، وكسر الراء.
وقرأ الباقون (مَاذَا تَرَى) بفتح التاء.
وأمال أبو عمرو الراء من (ترى) . وفتحها الباقون.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (مَاذَا تَرَى) فهو من الرأي،
المعنى: ماذا ترى فيما أمر الله به؟
(2/320)
وَمَنْ قَرَأَ (مَاذَا تُرِى) فله وجهان:
أحدهما: ماذا تشير؟
وقال الفراء معناه: ماذا تُرِى من صَبْرِكَ؟
والقراءة الأولى أجْوَد القراءتين.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي
أَذْبَحُكَ (102)
فتح الياء فيهما ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأسكنها فيهما سائر القراء.
وكل ذلك جائز.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ
الْأَوَّلِينَ (126)
قرأ ابن كثير، ونافع، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم
(اللَّهُ رَبُّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ) رفعا كله.
وقرأ الباقون ((اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ) بالنصب.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بالرفع فهو على الاستئناف، كأنه
قال: هو اللَّهُ
ربُّكم.
ومن نصب ردَّه على قوله: (وَتَذَرُونَ أَحْسَنَ الْخَالِقِينَ
(125) اللَّهَ رَبَّكُمْ)
على صفة (أحْسَنَ) .
(2/321)
وقوله جلَّ وعزَّ: (سَلَامٌ عَلَى آلِ
يَاسِينَ (130)
قرأ نافع وابن عامر (سَلَامٌ عَلَى آلِ يَاسِينَ) بهمزة مفتوحة
ممدودة،
واللام مكسورة.
وقرأ الباقون (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) مكسورة الهمزة،
ساكنة اللام.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (سَلاَئم عَلَى آلِ يَاسِينَ) جعل
(آلِ) اسمًا،
و (ياسين) مضافا إليه.
وآل الرجل: أتباعه.
وقيل: آلهُ: أهله.
وَمَنْ قَرَأَ (سَلَامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ) فهو جمع إلياسٍ،
ومعناه: إلياس وأمته المؤمنون.
وهذا كقولك: رأيت المحمدين، تريد: محمدًا وأمته.
وكان في الأصل: المحمديين. فخففت يَاء النسبة، كما يقال: رأيت
الأشعرين، تريد: الأشعريين.
قال أبو منصور: فيه وجه آخر، يجوز أن يكون اسم إلياس بلغتين:
إلياس،
وإلياسين. كما قالوا: ميكال، وميكائيل،
وقد قيل: إلياس هو: إدريس.
وقد قرأ بعض القراء (سَلاَم عَلَى إدْرَاسينَ) ، كأنها لغة في
إدريس.
(2/322)
وروى عن ابن مسعود أنه قرأ: (وَإن إدْرِيسَ
لِمَنْ المْرْسَلِينَ) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى الْبَنَاتِ
(153)
روى عن نافع (لَكَاذِبُونَ اصْطَفَى) بإسقاط الألف في الوصل،
كسرها
فى الابتداء.
وروى ذلك إسماعيل بن جعفر وابن جماز عن نافع.
وقرأ سائر القراء ونافع معهم (لَكَاذِبُونَ (152) أَصْطَفَى)
بقَطْع الألف.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (اصْطَفَى) بإسقاط الألف وكسرها
فالابتداء،
فهى ألف وصل، وليس فيها استفهام.
ومعناها: أن الله جلَّ وعزَّ حكى عن كفار قريش أنهم زعموا أن
الملائكة بناتُ الله، وأنهم من إفكهم ليقولون: اصطفى الله
البنات على البنين.
وهم كاذبون.
فهذا وجه هذه القراءة وليست بالجيدة،
والقراءة التي اتفق عليها القراء (أَصْطَفَى) بقطع الألف على
الاستفهام. والدليل على ذلك قوله: (أَمْ لَكُمْ سُلْطانُ
مُبِينٌ) .
(2/323)
وكان في الأصل: أَأْصْطَفى. ثم تحذف ألف
الوصل،
وعلى هذا كلام العرب إذا اجتمعت هاتان الألفان، أن يحذفوا ألف
الوصل، ويَدَعُوا ألف الاستفهام مفتوحة.
* * *
قال أبو منصور: حذف من هذه السورة ثلاث ياءات:
(إِنْ كِدْتَ لَتُرْدِينِ (56) ، (إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ
(99) ،
(إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ (163) .
وكان يعقوب يثبتهن في الوقف، وكان يحذف الياء من (صَالِ
الْجَحِيمِ)
في الوصل ويثبت الياءَين في الوصل والوقف.
والقراءة في قوله (صَالِ الْجَحِيمِ) بكسر اللام، على معنى:
صَالي، فالوقف عليها ينبغي أن يكون، ولكنها محذوفة في الكتاب،
وكان في الأصل: إلا مَنْ هو صَالي.
فسقط الإعراب بالضم؛ لاجتماع الساكنين، وأضيف إلى (الجحيم)
بكسر اللام.
* * *
(2/324)
سورة (ص)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (ص وَالْقُرْآنِ)
اجتمع القراء على سكون الدال من (صاد) ؛ لأن صاد من حروف
الهجاء،
وتقدير الدال الوقف عليها، ولا يجوز عندي غير هذه القراءة، وقد
رويت (صَادِ) : أمر " من المصاداة. وليست بجيدة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ (15)
قرأ حمزة والكسائي (مَا لَهَا مِنْ فُوَاقٍ) بضم الفاء.
وقرأ الباقون (مَا لَهَا مِنْ فَوَاقٍ) بفتح الفاء.
قال أبو منصور: الفُواق - بضم الفاء - ما بين حلبتي الناقة.
وهما لغتان: فَواق، وفُواق.
ومعنى قوله: (مَا لَهَا مِنْ فُوَاقٍ) ، أى: مالها من رُجوع.
وسمي ما بين الحلبتين فُوَاقا؛ لأن اللبن يعود إلى الضرع بعد
الحلبة الأولى فيرجع إليه.
وكذلك يقال: أفاق المريض من مرضه، أى: رجع إلى الصحة.
وأفاقت الناقة، اإذا رجع إليها لبنها بعد ما حُلبَتْ.
وروى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:
"العِيَادَةُ قَدْرُ فُوَاقِ نَاقَةٍ".
أى قَدْرُ العيادة كقدر ما بين الحلبتين.
(2/325)
وقوله عزَّ وجلَّ: (لِيَدَّبَّرُوا
آيَاتِهِ (29)
روى الأعشى والكسائي والجعفي عن أبي بكر عن عاصم
(لِتَدَبَّرُوا آيَاتِهِ)
بالتاء، وتخفيف الدال، وتشديد الباء.
وقرأ سائر القرَّاء وحفص عن عاصم
(لِيَدَّبَّرُوا) بالياء وتشديد الباء والدال.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لِتَدَبَّرُوا) فهو في الأصل:
لتتدبروا.
فحذفت إحدى التاءين، وتركت الدال خفيفة.
ومَنْ قَرَأَ (لِيَدَّبَّرُوا) فالأصل فيه ليتدبروا.
فأدغمت التاء في الدال، وشددت.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ (23)
حرك الياء حفص، والأعشى عن أبي بكرعن عاصم.
وأرسلها الباقون.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إِنِّيَ أَحْبَبْتُ (32)
فتح الياء ابن كثير ونافع وأبو عمرو.
وأرسلها الباقون.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (33)
روى البزّي بإسناده عن ابن كثير (بِالسُّؤقِ) مهموزًا.
ومثله: (وَكَشَفَتْ عَنْ سَأْقَيْهَا) .
(2/326)
وروى شبل وإسماعيل بن عبد اللَّه عنْ ابن
كثير (بِالسُّوقِ) بغير همز.
وروى بعضهم عن أبي عمرو وعن ابن كثير " بِالسُّؤوقِ " بهمزة
مضمومة
بعدها واو، على (فُعُول) .
قال أبو منصور: أما ما روى البزِّي عن ابن كثير (بِالسُّؤقِ)
مهموزًا، فهو
عندي وهْمٌ.
ولا همز فيه، ولا في (الساق) .
والقراء كلهم على أن لا همز فيه.
وأما ما روي لأبى عمرو عن ابن كثيرٍ (بالسُّؤوقِ) فللهمزة فيها
وجه؛ لأن
من العرب من يهمز مثل هذه الواو إذا انضمت.
والقراءة التي اتفق عليها قراء الأمصار (السُّوقِ) بغير همز.
ولا يجوز عندي غيرها.
وقيل: سوقٌ، وسَاقٌ. كما يُقَال: لوبٌ، ولابٌ.
وقال بعضهم: السُّوقُ: جمع السَّاقِ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ (24)
روى علي بن نصر عن أبي عمرو (وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا
فَتَنَاهُ) - خفيفة -
وقرأ سائر القراء وأبو عمرو معهم (أَنَّمَا فَتَنَّاهُ) بتشديد
النون.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَتَنَاه) بالتخفيف فالفعل
للملكَيْن اللذين اختصما إلى داوود.
ومعنى فَتَنَاهُ: امتحناه في الحكم.
وَمَنْ قَرَأَ (أَنَّمَا فَتَنَّاهُ) بتشديد النون، فالمعنى:
عَلِمَ داوودُ أنَّا فَتَنَّاهُ، أى: امتحنَّاه بالملكين الذين
احتكما إليه بأمرنا، والفعل للَّه في (فَتَنَّاهُ) .
(2/327)
وقوله جلَّ وعزَّ: (بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ
(41)
قرأ يعقوب وحده (بنَصَبٍ وَعَذَابٍ) بفتح النون والصاد.
وروى هبيرة عن حفص (بنَصْبٍ) بفتح النون وسكون الصاد.
وقرأ الباقون وحفص (بنُصْبٍ) بضم النون وسكون الصاد.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (بنُصْبٍ) أو قرأ (بنَصَبٍ)
فمعناهما واحد،
وهو: التعب. مثل: الرُّشْدِ، والرَّشَدِ. والبُخْل، والبَخَل.
والعُدْم، والعَدَم.
وَمَنْ قَرَأَ (بنَصْب) فإني أحْسَبُه وهمًا، ولا أعرفه.
إنما يقال: نَصِبَ الرجلُ ينْصِبُ نَصبًا فهو نَصِب،
والنَصَبُ: الاسم،
ومعنى قوله بنُصبٍ وَعَذَابٍ، أى: بضُرٍّ في بدني، وعذاب في
أهلي ومالي ويجوز أن يَكون بضُرٍّ في بدني، وعذاب فيه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46)
قرأ نافع وحده (بِخَالِصَةِ ذِكْرَى الدَّارِ) مضافة.
وقرأ الباقون (بِخَالِصَةٍ) منونة.
(2/328)
قال أبو منصور: من نوَّن (بخَالِصَةٍ) جعل
قوله (ذِكْرَى الدَّارِ) بدلاً من
خالصة، ويكون المعنى: إنا أخلصناهم بِذَكْرَى الدارِ.
ومعنى الدار ها هنا: الدار الآخرة.
وتأويل قوله: إنا أخلصناهم، أى: جعلناهم لنا خالصين، بأن
جعلناهم يُكْثِرُون ذِكْرَ الآخرة والرجوع إلى الله.
وقوله: (بخَالِصَة) اسم على (فاعلة) ، وضع موضع المصدر الحقيقى
من أخلصنا.
وَمَنْ قَرَأَ (بِخَالِصَةِ ذِكْرَى الدَّارِ) على الإضافة
أضاف خالصة إلى ذِكْرَى، وروي عن مالِك بن دِينَار أنه قال في
قوله:
(إِنَّا أَخْلَصْنَاهُمْ بِخَالِصَةٍ ذِكْرَى الدَّارِ (46) ،
قال: نزع اللَّه ما في قلوبهم من حُبِّ الدنيا، وذِكْرها،
وأخلصهم بحب الآخرة وذِكْرِه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إِبْرَاهِيمَ (45)
قرأ ابن كثير وحده (وَاذْكُرْ عِبْدَنَا إِبْرَاهِيمَ) على
واحد.
وقرأ الباقون (عِبَادَنَا) على الجمع.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (عَبْدَنَا) جعل (إبراهيم) بدلاً
منه.
ومن قرأ (عِبَادَنًا) جعل (إبراهيم) ومَن بعده من الأنبياء
بدلاً من قوله (عِبَادَنَا) .
(2/329)
وقوله جلَّ وعزَّ: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ
(53)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو (يُوعَدُونَ) بالياء، وافترقَا في (ق)
فقرأ ابن
كثير بالياء، وقرأ أبو عمرو بالتاء.
وقرأ الباقون بالتاء في السورتين.
قال أبو منصور: التاء للمخاطبة، والياء للغيبة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (حَمِيمٌ وَغَسَّاقٌ (57)
قرأ حفص وحمزة والكسائي (وَغَسَّاقٌ) مشددة.
ومثله في (يَتَسَاءَلُونَ)
وقرأ الباقون (وَغَسَاقٌ) خفيفا في السورتين.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَغَسَّاقٌ) مشددًا فهو بمعنى: ما
يَغْسِقُ من
صديد أهل النار، أى: يسيل من القيح والمِدَّة. ويقالْ غَسَقَتْ
عَيْنه
تَغْسِق ُ، إذا سالت.
ومن خفف جعله مصدرًا لغَسَقَ يَغْسِقُ غَسَاقًا،
أى: سال. كأن المعنى حَمِيمٌ، وذُو غَساق، أى: وصَديد ذو
غَساق، أى: ذو سَيَلان.
وروي عن ابن عباس وابن مسعود أنهما قرآ (غَسَّاقٌ) بالتشديد،
(2/330)
فَسَّرَاهُ: - الزمهَرير: قال بَعض أهل
العربية في تفسير (الغَسَّاق) : إنه الشديد البردِ، الذى
يُحْرق من بَرْدِهِ.
وقيل: غسَّاق: مِنْتِن، وأصله فارسية تكلمت به
العرب فأعربته.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ (58)
قرأ أبو عمرو (وأُخرُ) جماعة، وكذلك روى حمّاد بن سلمة عن ابن
كثير (وأُخرُ) .
وقرأ الباقون (وَآخَرُ) على واحد.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (وَآخَرُ) عطفه على قوله (حَمِيمٌ
وغَسّاقُ) وَآخر،
أى: وعَذَاب آخَرُ (مِنْ شَكْلِه) أى: من مثل العذاب الأول.
وَمَنْ قَرَأَ: (وأُخرُ) فالمعنى: وأنواع أُخرُ مِنْ شَكْلِهِ،
لأن قوله (أزْوَاجٌ) معناه: أنواع، ولا يُجْرَى (أُخرُ) لأن
واحدَهُ لا يُجْرَى.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ
(63)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم من الأشرار
(أَتَّخَذْنَاهُمْ) على الاستفهام.
وقرأ الباقون (مِنَ الْأَشْرَارِ (62) اتَّخَذْنَاهُمْ)
موصولة.
(2/331)
قال أبو منصورْ مَنْ قَرَأَ (أتخذناهم
سُخريا) بقطع الألف فهو استفهام،
ويقويه قوله (أمْ زَاغَتْ) ؛ لأن (أم) يدل على استفهام.
ومن وصل كان على معنى: إنا اتخذناهم سِخريا، وجعل (أم) بمعنى:
(بَلْ) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (بِيَدَيَّ اسْتَكْبَرْتَ. . (75)
روى شبل عن ابن كثير أنه قرأ (بِيَدَيَّ اسْتَكْبَرْتَ)
موصولة الألف على الوجوب.
وقرأ سائر القراء بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ) بألف مقطوعة.
قال أبو منصور: من قطع الألف فهو استفهام.
ومن وصل فهو على الوجوب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَأُنْزِلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ)
قرأ نافع (آونْزِلَ عليه) بهمزة مطولة، وكذلك روى ابن اليزيدي
عن أبيه
عن أبي عمرو.
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو في غير رواية ابن اليزيدي ويعقوب
(أونْزِلَ)
بهمزة مقصورة بعدها واو ساكنة.
وقرأ الباقون (أَأُنْزِلَ) بهمزتين.
وكذلك في قوله (أَأُلْقِيَ الذِّكْرُ عَلَيْهِ) . كقوله:
(أَأُنْزِلَ) .
(2/332)
وقد مر الاحتجاج لهذه اللغات فيما تقدم.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ (69)
فتح الياء حفص وحده.
* * *
وقوله: (لَعْنَتِي إِلَى يَوْمَ الدِّين (78)
فتح الياء نافع وحده.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أقُولُ (84)
قرأ عاصم وحمزة (فَالْحَقُّ) رفعًا (وَالْحَقَّ أقُولُ) نصبًا.
وقرأ الباقون والمفضل عن عاصم (فَالْحَقَّ وَالْحَقَّ) نصبًا
معًا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَالْحَقُّ) رفعًا فهو على ضربين:
على معنى: فأنا الحق.
ويجوز أن يكون على معنى: فالْحَقّ مني.
ونصب الثاني بقوله: أقول الحقَّ.
ومن نصبهما معًا فهو على وجهين:
أحدهما: (فالْحَقَّ أقُولُ، والحقَّ لأملأن جهنم حقًّا.
والوجه الثاني: أن (الحقَّ) الأول منصوب على الإغراء،
أى: الْزَمُوا الحق، واتَبِعُوا الحق.
والثاني نصب بـ (أقُولُ) .
* * *
(2/333)
ذكر اختلافهم في سورة الغُرَف، يعني: زمر.
سورة الزُّمَر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر والكسائي (يَرْضَهُو لَكُمْ)
بواو في
اللفظ -
وقرأ الباقون (يَرْضَهُ لَكُمْ) ، بضمة مخْتلسة -
وووى أبو شعيب السوسي عن اليزيدي عن أبي عمرو (يَرْضَهْ
لَكُمْ) جَزمًا - وروى سجاع عن أبي عمرو (يَرْضَهُ لَكُمْ)
يشمها الضم ولا يشبع -
وووى الكسائي عن أبي بكر (يَرْضَهْ لَكُمْ) جَزمًا
وكذلك روى هشام عن يحيى عن أبي بكر بالجزم -
وقد مر الجواب فيها فيما تقدم من الكتاب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ)
قرأ ابن كثير ونافع وحمزة، (أَمَنْ هُوَ قَانِتٌ) ، بتخفيف
الميم -
وقرأ الباقون (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ) بتشديد الميم.
قال أبو منصور: من قرأ (أَمَنْ) بتخفيف الميم فله وجهان:
أحدهما: أمَنْ قَانِتٌ، كهذا الذي ذكرنا مِمَّن جَعَل لله
أندادًا،
ويجوز فيه معنىً آخر، وهو: بل أمَن هو قانتٌ كغيره، أي: أمَن
هو مطيع كَمَن هوَ عاصٍ.
وهذا كله قول أبي إسحاق النحوي.
(2/335)
وقال الفرَّاء: مَنْ قَرَأَ (أمَنْ هُوَ
قَانِت) مخففًا فمعناه: يا من هو قانت.
قال: والعرب تدعو بألف كما يدعو بياء، فيقولون: يا زيدُ
أقبِلْ، أزيدُ أقْبِل.
وأنشد:
أبَني لُبَيْنَى لَسْتُما بِيَدٍ ... إلاَّ يَداً ليسَتْ لها
عَضُدُ
أراد: يا بَني لُبيْنَى.
قال: وهو كثير في الشعر.
قال الفرَّاء: فيكون المعنى مردودًا بالدعاء كالمنسوق؛ لأنه
ذكر الناسي الكافر ثم قَصَّ قِصة الصالح بالنداء، كما تقول في
كلام: فلان لا يصوم ولايصلي، فَيَا مَن يَصوم ويصلي أبشر.
فهذا هو معناهُ والله أعلم.
قال: وقد يكون الألف استفهامًا بتأويل (أمْ) ؛ لأن
العرب قد تضع (أم) في موضع الألف إذا سبقها كلام.
قال: ومن قرأها بالتشديد فإنه يريد معنى الألف.
وهو الوجه. فإن قال قائل: فأين جواب (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ)
فقد تبين في سِياق الكلام أنه مُضْمر قد جرى معناه في أول
الكلمة إذْ ذكر الضال ثم المهتدي بالاستفهام، فهو دليل على أنه
يريد: أهذا مثل هذا؟ ، أو: هذا أفضل أم هذا؟ .
ومثل هذا كثير في القرآن، وفي كلام العرب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَبَشِّرْ عِبَادِي)
(2/336)
روى عُبيد عن شبل عن ابن كثير (عِبَادِيَ
الذِين) ، نصبًا، وكذلك روى
ابن اليزيدي عن أبيه عن أبي عمرو، وعبّاس عن أبي عمرو بنصب
الياء وروى عبيد عن أبي عمرو: وإن كانت رأس آية وقفت " عباد) ،
وإن لم تكن رأس آية قلت: (عباديَ الذين) .
قال: وقِرَاءَتُه القطع، وهى آية في عدد أهل الكوفة، وأهل
البصرة، وأهل المدينة الأخير.
وقرأ الباقون (عبادِ الذين) محذوفة الياء.
وقَدْ مرَّ القول في أمثال هذه الياء.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَأَنْزَلَ لَكُمْ ... (6)
قرأ يعقوب وحده (وَأنْزَل لَّكُمْ) مدغمًا.
وأظهر سائر القراء اللامين.
قال أبو منصور: القراءة بإظهار اللامين، لأنهما من كلمتين.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَرَجُلاً سَالِمًا لِرَجُلٍ (29)
(2/337)
قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: (سَالِمًا)
بألف مكسورةَ اللام.
وقرأ الباقون (سَلَمًا لِرَجُل) .
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (سَالِمًا) فمعناه: الخالص، وقد
سَلِمَ يَسْلَمُ فهو
سَالِمٌ -
وَمَنْ قَرَأَ (سَلَمًا) فهو مصدر، كأنه قال: ورَجُلاً ذَا
سَلَم لرجل،
والمصدر يقوم مقام الفاعل.
وتفسير الآية مشبع في كتاب (تقريب التفسير) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ (36)
قرأ حمزة والكسائي (بِكَافٍ عِبَادَهُ) بألف قبل الدال.
وقرأ سائر القراء (بِكَافٍ عَبْدَهُ) .
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (عبادَه) فهو جمع: عبْدٍ،
وَمَنْ قَرَأَ (بكَافٍ عَبْدَهُ) فكأنه أراد: النبي - صلى الله
عليه وسلم -.
والدليل عليه قوله: (وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِنْ
دُونِهِ)
وذلك أن قريشًا قالت للنبي - صلى الله عليه وسلم - أمَا تخاف
أن تخبّلك آلهَتُنَا بِسَبِّك إياها؟ .
فأنزل الله: أليس الله بكاف عبده محمدًا صلى اللَّه عليه؟
ومن قرأ (عبادَه) دخل فيهم كل من عَبَدَ اللَّهَ.
(2/338)
وقال الفراء: مَنْ قَرَأَ (عباده) قالوا قد
همت أمَمُ الأنبياء بهم وأوعَدوهم
مثل هذا، فقالوا لشُعَيْب النبي صلى الله عليه: (إنْ نَقُولُ
إلا اعْتَرَاكَ بَعْضُ
آلِهَتِنَا بِسُوء) فقال الله: (أليْسَ اللَّهُ بِكَافٍ
عِبَادَهُ) أي: محمد والأنبياء
قبله. وكلٌّ صواب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتٌ ضُرَّهُ (38)
قرأ يعقوب وأبو عمرو والكسائي عن أبي بكر عن عاصم (كَاشِفَاتٌ
ضُرَّهُ)
و (مُمْسِكَاتٌ رِحْمَتَهُ) بالتنوين والنصب -
وقرأ الباقون (كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ) بالخفض.
قال أبو منصور: المعنى واحد في القراءتين، فمن نصب (ضُرَّهُ)
نَصَبَهَ
بالكشف، ومن كَسَرَهُ فللاضافة إليه.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ (42)
قرأ حمزة والكسائي (قُضِيَ عَلَيْهَا الْمَوْتُ) بضم القاف،
والياء مفتوحة،
و (الموتُ) مرفوع -
وقرأ الباقون (قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ) .
(2/339)
قال أبو منصور: من رفع (الموتُ) فلأنه
مفعول ما لم يسم فاعله.
ومن نصب أوقع عليه (قضى) . ومعنى (قضى) : أمضى.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا
عَلَى أَنْفُسِهِمْ (53)
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ
أَسْرَفُوا) بفتح
الياء، وكذلك روى حاتم الرَّازي عن أبي زيد عن أبي عمرو بفتح
الياء.
وقرأ الباقون (يَا عِبَادِ الَّذِينَ) مرسلة الياء.
وكلهم إذا وقفوا وقفوا على الياء.
قال أبو منصور: أختار (يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ) ؛ لأنه أتم،
ومن أدرج فللالتقاء
الساكنين.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (بِمَفَازَتِهِمْ (61)
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (بِمَفَازَاتِهِمْ) جماعة.
وقرأ الباقون (بِمَفَازَتِهِمْ) .
قال أبو منصور: مفازات: جمع مفازة، وهي (مفْعَلة) من الفوز،
وهو
كقولك تَبَيَّن أمْرَ القوم، وأمور القوم.
وارْتفعَ الصوتُ، والأصْوَاتُ. والمعنى واحد.
(2/340)
وقوله جلَّ وعزَّ: (قُلْ أَفَغَيْرَ
اللَّهِ تَأْمُرُونِّي أَعْبُدُ (64)
قرأ ابن كثير وحده (تَأْمُرُونِّيَ) بنون مشددة، والياء
مفتوحة.
وقرأ نافع وابن عامر (تَأْمُرُونِيَ أَعْبُدُ) بتخفيف النون
وفتح الياء.
وقرأ الباقون (تَأْمُرُونِّي) بالتشديد وسكون الياء.
وقال هشام بن عمار (تامُرُوننِي) بنونين.
قال أبو منصور: من شدد النون فلأنهما نونان، إحداهما: نون
الجمع،
والثانية: نون الإضافة.
ومن خفف فإنه يحذف إحدى النونين استثقالاً للجمع بينهما.
ومن جَمع بين النونين فعلى حق الكلام.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا (71) و (73)
قرأ الكوفيون " فُتِحَتْ) ، " وفُتِحَتْ " مخففتين.
وقرأ الباقون (فُتِّحَتْ) و (فُتِّحَتْ) مشددتين.
قال أبو منصور: من شدّد فهو أبلغ، وأكثر في باب الفتح من
التخفيف.
* * *
(2/341)
سورة الْمُؤْمِن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (حَم)
في السور السبع.
قرأ ابن كثيرٍ، وحفص عن عاصم، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم،
ويعقوب (حم) بفتح الحاء.
وقرأ نافع وأبو عمرو بين الفتح والكسر.
وروي المسيبي عن نافع (حم) بفتح الحاء.
وقرأ الباقون (حم) بكسر الحاء.
قال أبو منصور: هما لغتان والتفخيم أحبهما إليَّ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لِتُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ)
قرأ الحضرمي "وحده (لِتُنْذرَ يومَ التَّلاقِ) بالتاء.
وقرأ الباقون بالياء.
وأثبت ابن كثيرٍ الياء " التلاقي " في الوصل والوقف.
وكذلك كان يقف على قوله (مَنْ رَاقِي) ، و (مِنْ هَادِي) بياء.
وروى أحمد بن صالح عن ورش، وقالون عن نافع (يوم التلاقي)
و (يوم التنادي) بالياء في الوصل.
(2/343)
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (لِتُنْذِرَ
يَوْمَ التَّلاَقِ) فالخطاب للنبي صلى اللَّه عليه،
أي: لتنذرهم عذاب يوم البعث حين يتلاقى الخلق أجمعين إذا
بُعِثوا.
ومن قرأ (لِيُنْذِرَ) فهو على وجهين:
أحدهما: لينذر الله عباده يوم البعث للحساب،
ويكون: لينذرَ من يلقى الله إليه الوحي.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً
(21)
قرأ ابن عامر وحده (كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْكُمْ قُوَّةً)
بالكاف.
وقرأ الباقون (مِنْهُمْ) بالهاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (منكم) فهو خطاب لهذه الأمة.
وَمَنْ قَرَأَ (منهم) فهو إخبار عنهم.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ
الْفَسَادَ (26)
قرأ ابن كثير وابن عامر (وَأَنْ يَظْهَرَ فِي الْأَرْضِ
الْفَسَادُ) بألف قبل الواو،
(يَظْهَرَ) مفتوحة الياء، (الْفَسَادُ) رفعًا.
وقرأ نافع وأبو عمرو (وَأَنْ) بغير ألف قبل الواو، (يُظْهِرَ)
بضم الياء، (الْفَسَادَ) نصبًا.
وقرأ أبو بكر عن عاصم وحمزة والكسائي (أَوْ أَنْ) بألف قبل
الواو، (يَظهَرَ) بفتح الياء، (الْفَسادُ) رفعًا.
وقرأ حفص ويعقوب (أَوْ أَنْ) بألف قبل الواو، (يُظْهِرَ) بضم
الياء،
و (الْفَسَادَ) نصبًا.
(2/344)
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (أوْ أنْ) بألف
قبل الواو فإن (أوْ) يجيء لأحد
شيئين: في كل حال، وكونها للإباحة راجع إلى هذا، كقولك: جالس
الحسن أو ابن سيرين. فإن جالس أحدَهما فهو مؤتمرٌ،
و (أوْ) ابتداء تجيء لأحد الأمرين، عند شك المتكلم، أو قَصْده
أحدَهما. وأما الواو فمعناها: اشتراك الثاني فيما دخل فيه
الأول ليس فيها دليل على أيهما كان أولاً.
ومن قرأ (أوْ أنْ يُظهِرَ في الأرْضِ الْفَسَادَ) فالفعل لموسى
صلى اللَّه عليه،
و (الْفَسَادَ) منصوب بالفعل.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَقَالُ رَجُلٌ مُؤمِنٌ (28)
روى عبيد عن أبي عمرو (وَقَالَ رَجْلٌ) بسكون الجيم، وقال: هذا
من
اختلاس أبي عمرو الحركة.
وقرأ سائر القراء (وَقَالُ رَجُلٌ) بضم الجيم.
قال أبو منصور: القراءة بضم الجيم وأما ما روي عن أبي عمرو فإن
مِن العرب مَن يسكِّن الحركة في الاسم والفعل، كقولهم: عَظْمَ
البطنُ
بَطنُك، يريدون: عَظُمَ.
قال امرؤ القيس:
فيا كوم ما حاز أو يا كوم ما محل
(2/345)
وقوله جلَّ وعزَّ: (كَذَلِكَ يَطْبَعُ
اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ (35)
قرأ أبو عمرو وحده (عَلَى كُلِّ قَلْبٍ مُتَكَبِّرٍ) منونًا -
وقراً الباقون بالإضافة -
قال أبو منصور - من نون (قَلْبٍ) جعل قوله (مُتَكَبِّرٍ)
نعْنًا له، ومعناه:
أن صاحبه متكبر.
ومن قرأ (عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ) أضاف (قَلْبِ) إلى
(مُتَكَبِّرٍ) -
وهو وجه القراءة؛ لأن المتكبر هو الإنسان.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ (36)
فنح الياء ابن كثر ونافع وأبو عمرو وابن عامر -
وأسكتها الباقون.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى)
قرأ حفص وحده (فَأَطَّلِعَ) نصبًا -
وقرأ الباقون (فَأَطَّلِعُ) رفعًا.
(2/346)
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (فَأَطَّلِعُ)
بالرقع عطفه على قوله:
(لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ فَأَطَّلِعُ) ءوهو وجه
القراءة.
ومن نصب (فَأَطَّلِعَ) جعله جوابًا لـ (لَعَلِّي)
وأنشد الفراء لبعض العرب:
علَّ صُروفِ الدَّهْرِ أَو دُولاتِها ... تُدِيلُنا اللَّمَّةَ
من لَمّاتِها
فتَسْتَرِيحَ النَّفْسُ من زَفْراتِها
فنصب على الجواب لـ (علَّ) ، وعَلَّ، ولَعَلَّ معناهما واحد.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مَا لِيَ أَدْعُوكُمْ (41)
فتح الياء ابن كثير وناعع وأبو عمرو وابن عامر في روايه
التغلبي عن ابن ذكوان.
وأسكنها الباقون.
(2/347)
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَيَوْمَ تَقُومُ
السَّاعَةُ ادخُلُوا آل فِرْعَوْنَ (46)
قرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وابن عامر، وأبو بكر عن عاصم
(الساعةُ
ادخُلُوا) بضم الألف.
وقرأ الباقون (السَّاعَةُ أَدْخِلُوا) مقطوعة الألف.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (أدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ)
فالمعنى: يقول الله يوم القيامة: أدْخِلُوا آل فرعون النار.
وَمَنْ قَرَأَ (ادْخُلوا) ففيه ضمير القول أيضًا،
المعنى: ويوم تقوم الساعة يقول الله: ادخلوا يا آلَ فرعون.
نصب (آل) لأنه نداء مضاف.
وفى القراءة الأولى نصب (آلَ فرعون) لأنه مفعول به،
ونَصَب (النَّارَ) لأنه مفعول ثانٍ.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قَلِيلاً مَا يَتَذَكَّرُونَ (58)
قرأ الكوفيون (قَليلاً مَا تَتَذَكرُونَ) بتاءين
وقرأ سائر القراء (قَلِيلاً ما يتذكرونَ) بياء وتاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (تتذكرون) فهو على الخطاب.
ومن قرأ (يتذكرون) فللغيبة و (ما) في القراءتين صلة مؤكدة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ (65)
(2/348)
قرأ ابن كثير، ويَحْيَى عن أبي بكر عن
عاصم، والحضرمَي (سَيُدْخَلُونَ جَهَنَّمَ) بضم الياء وفتح
الخاء، وكذلك روى عبيد عن أبي عمرو.
وقرأ الباقون وحفص والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ) بفتح الياء وضم الخاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (سَيُدْخَلُونَ جَهَنَّمَ) فهو على
ما لم يسم فاعله،
و (جَهَنَّمَ) مفعوله الثاني. وَمَنْ قَرَأَ (سَيَدْخُلُونَ
جَهَنَّمَ) فالفعل لهم، على معنى: سوف يدخلون جهنم.
* * *
وحُذِف من هذه السورة أربع ياءات: (عقابِ (5) و (التلاق (15)
و (التنادِ (32) و (ياقوم اتبعونِ (38)
وأثبتهن يعقوب في الوصل والوقف.
وكان ابن كثير يصل قوله: (أتبعوني) ويقف عليها بياء.
وكان نافع وأبو عمرو يصلانها بياء، ويقفان بغير ياء.
* * *
(2/349)
سورة حَمَ السَّجْدَة
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وقوله جلَّ وعزَّ: (سَوَاءً لِلسَّائِلِين)
قرأ يعقوب الحضرمي وحده (سَوَاءٍ) خفضا.
ونصبَ الباقون (سَوَاءً) .
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (سَوَاءٍ) جعله صفة لقوله: (فِي
أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ)
(سَوَاءٍ) ، أي: في أربعة أيام مستويات تامات.
ومن نصب (سَوَاءً) فعلى المصدر، على معنى: استوت سواء أي:
استواء. فـ (سواء) أقيم مقام المصدر الحقيقي.
وقرأ أبو جعفر المدني (سَوَاءٌ) على معنى: هي سواء.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ)
قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو ويعقوب (نَحْسَاتٍ) ساكنة الحاء.
وقرأ الباقون (نَحِسَاتٍ) بكسر الحاء.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (نَحْسَاتٍ) بسكون الحاء فالواحد:
نَحْس،
يقال: يَوْم نَحْسٍ، وأيْام نَحْسَة ثم نَحْسَات جمع الجمع.
وَمَنْ قَرَأَ (نَحِسَاتٍ)
(2/351)
فالواحد نَحِسن وأيام نَحِسَة، ثم نَحِسَات
جمع الجمع.
ومعنى النحِسات، والنحْسات: المشئومات.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ)
قرأ نافع ويعقوب (وَيَوْمَ نَحْشُرُ أعْدَاءَ اللَّهِ) بالنون،
ونصب (أعْدَاءَ) .
وقرأ الباقون (وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ) بالياء
مضمومة، و (أَعْدَاءُ اللَّهِ) رفعًا.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بالنون نَصبَ (أعْدَاءَ اللَّهِ)
بالفعل.
ومن قرأ (يُحْشَرُ أعْدَاءُ اللَّهِ) رفع أعداء؛ لأنه مفعول لم
يسم فاعله.
والمعنى واحد.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّْ: (أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ (44)
قرأ أبو بكر وحمزة والكسائي (أَأَعْجَمِيٌّ) بهمزتين.
وقرأ الباقون (آعْجَمِيٌّ) بهمزة مطولة.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ بهمزتين فالهمزة الأولى ألف
الاستفهام، والثانية
ألف (أعجم) .
وَمَنْ قَرَأَ بهمزة مطولة فإنه كره الجمع بين همزتين، فجعلهما
همزة مطولة، كأنه همَز الأولى وخفف التي بعدها تخفيفا يشبه
الألف الساكنة.
(2/352)
ولا يجوز أن تكون ألفا خالصة؛ لأن بعدها
العين، وهي ساكنة، وهذا
قول الخليل وسيبويه.
وقال الفرَّاء: جاء في التفسير: أيكون هذا الرسول عربيًا
والكتاب
أعجمى؟ ونحو ذلك قال الزجاج.
قال: جاء في التفسير أن المعنى: لو جعلناه
قرانا أعجميًا لقالوا هلاَّ بَينْتَ آياِئه، أقرآن أعجمي ونبي
عربي.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ (29)
قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب، وعبد الوارث عن أبي عمرو، وأبو
بكر
عن عاصم (أَرْنَا) ساكنة الراء.
وروى اليزيدي عن أبي عمرو (وَأرْنَا) بين الكسر والإسكان.
وقرأ الباقون (أرِنَا) مكسورة مثقلة.
قال أبو منصور: مَنْ قَرَأَ (أَرْنَا) بسكون الراء فلأن الأصل
كان (أرْئنَا) ،
فلما حذفت الهمزة تركت الراء على حالها.
ومن كسر الراء أجراه على أرَى يُرِى، فحرك الراء من (أرِنا) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنْ ثَمَرةٍ مِنْ أكْمَامِها (47)
قرأ نافع وابن عامر وحفص (مِنْ ثَمَرَاتٍ) جماعة.
وقرأ الباقون (مِنْ ثَمَرةٍ) واحدة.
(2/353)
قال أبو منصور: (ثمرات) جمع (ثمرة) .
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إلى رَبِّيَ (50) .
فتح الياء نافع وأبو عمرو.
وأرسلها الباقون.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (شُرَكَائِي قَالُوا (47)
قرأ ابن كثير وحده (شُرَكَائِيَ) بفتح الياء.
وأرسلها الباقون.
* * *
(2/354)
|