معاني القراءات للأزهري سورة الطور
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وقوله جلَّ وعزَّ: (وأتْبَعْنَاهم ذريَّاتِهم) .
قرأ ابن كثير وعاصم وحمزِة والكسائي " وَاتَّبَعَتْهُمْ "
بالتاء، "ذُريتَهُمْ "
على واحدة، " ألْحَقنا بِهِمْ ذُريتهُمْ " واحدة أيضا.
وقرأ. نافع " وَاتَّبَعَتْهُمْ" بالتاء (ذُرِّيَّتُهُمْ)
واحدة، (ألْحَقنا بِهِمْ ذُرياتهِمْ) جماعة، وقال خارجة عن
نافع (ذُريَتُهُمْ)) على التوحيد معا.
وقرأ أبو عمرو (وَأْتبَعْنَاهُمْ) (ذُرِياتِهِمْ) جماعة،
(ألحَقنا بِهِمْ ذُرياتِهِم،) جماعة. وقرأ ابن عامر والحضرمي
(وَاتَّبَعَتْهُمْ) بالتاء (ذُرياتُهُمْ) جماعة " ألْحَقنا
بِهِمْ ذُرياتِهِمْ " جماعة.
قال أبو منصور: من قرأ (وَاتَّبَعَتْهُمْ) فهو فعل ماض،
اتَّبَعَ يَتَبعُ بمعنى:
تَبَع يَتْبَعُ.
والذرية: تقع على الواحد والجماعة.
ومن قرأ (وأتبعناهم ذرياتهم) فمعناه: ألحقناهم أولِادهم، ويكون
أتبع بمعنى: لَحِقَ.
قال الله: (ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا) أي: لحِق، فالأول متعدٍّ
إلى مفعولين، الثاني متعدٍّ
(3/33)
إلى مفعول واحد.
ومن قرأ (ذرياتهم) فهو جمع الذرّية، والتاء تاء الجماعة،
تكسر في موضع النصب.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ (وَمَا أَلَتْنَاهُمْ) .
قرأ ابن كثير وحده " وَمَا ألِتناهُمْ " بكسر اللام.
وقرأ الباقون (وَمَا أَلَتْنَاهُمْ) .
قال أبو منصور: ما روي عن ابن كثير (وَمَا ألِتناهُمْ) بكسر
اللام
فهو وَهْمٌ.
قال ابن مجاهد وغيره: وأخبرنى أبو بكر بن عثمان عن أبي حاتم
أنه قال: الهمز مع كسر اللام غلط.
قال أبو حاتم: وروى عن ابن كثير الهمز مع فتح اللام كما قرأ
القراء، وهو
الصحيح.
قال أبو منصور: هذا حرف فيه ثلاث لغات، يقال: ألتَ يَألِتُ.
وَلاَتَ يلِيتُ. وألاَت يُلِيتُ.
وكلها صحيحة مسموعة، معناها: النَقْصُ.
وأمَّا ألِتَ يَألِتُ فهو خطأ، ولا يجوز القراءة بها، ولكن لو
قرئ (مَا لِتناهُم) بغير ألف كان جيدًا في كلام العرب.
ويكون من: لاَت يَليتُ.
غير أنه لا تجوز القراءة إلا بما قُرِئ به.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنْ قَبْلُ نْدْعُوهُ إِنَّهُ (28) .
قرأ نافع والكسائي (نَدْعُوهُ أنَّهُ هُوَ البَرُّ الرحِيمُ)
بفتح الألف.
وقرأ الباقون " نَدْعُوهُ إِنَّهُ " بكسر الألف.
(3/34)
قال أبو منصور: من قرأ (نَدْعُوهُ أنهُ)
بفتح الألف فمعناه: لأنه، أو بأنه
ومن قرأ (إِنَّهُ) فهو استئنافٌ.
وقرأ ابن جَمَّاز عن نافع " نَدْعُوهُ إِنَّهُ " بكسر الألف.
وقرأ ابن كثيرٍ وأبو عمرو (لاَ لَغْوَ فِيهَا وَلاَ تأثيِمَ
(23) نصبًا.
وقرأ الباقون بالرفع والتنوين.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يَصْعَقُونَ (45) .
قرأ ابن عامر وعاصم (يُصْعَقونَ) بضم الياء
وقرأ الباقون "يَصْعَقونَ " بفتحها.
قال أبو منصور: هما لغتان، صَعِقَ يَصْعَقُ، وضعِقَ ئححْعَق،
إذا مات،
أو غشى عليه.
مِن قال: صعِقَ، فهو من صَعَقَتْهُم الصاعقة، وهم مُصْعَقُون.
ومن قال: صَعِق، فهو فعل لازم.
* * *
(3/35)
سورة النجم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى) .
قرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر هذه السورة كلَّها بفتح أواخر
آياتها.
وقرأ نافع وأبو عمرو بين الفتح والكسر.
وقرأ حمزة والكسائي بالكسر، وكان يُميل " رآهُ " و (رأى) .
وفتح عاصم في رواية حفص ذلك.
والقطعي عن عبيد عن أبي عمرو (بالأفق الأعلى) مُمَالةً، " ثم
دنا فَتَدَلَّى" مُمَالَةً، " ولَعَلاَ بعضهم "، مفتوحة، هكذا
يقْرَأها.
* * *
قوله جلَّ وعزَّ: (مَا كَذَبَ الْفُؤادُ مَا رَأىَ) .
روى هشام بن عمار بإسناده عن ابن عامر " مَا كَذَّب " بتشديد
الذال.
وخفَّف الباقون.
(3/36)
قال أبو منصور: من قرأ (مَا كَذَبَ) مخففا
فمعناه: ماكذب فؤاد محمد - صلى الله عليه وسلم - في ما رأى
بعينه.
ومن قرأ (مَا كَذَب الفؤادُ ما رأى) فمعناه: لم يجعل الفؤادُ
رؤية عينه كذبًا.
والقراءة بالتخفيف، وهو المختار.
وفي الحديث: أنه رأى جبريل عليه السلام على صورته وله ستمائة
جناح قد ملأ الأفق تَهَاوِيلُها.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى (12)
قرأ حمزة والكسائي والحضرمي " أَفَتُمْرُونَهُ " بفتح التاء،
بغير ألف.
وقرأ الباقون "أفتمارونه " بالألف وضم التاء.
قال أبو منصور: من قرأ (أَفَتُمْرُونَهُ) أفتَجْحَدُونه.
ومن قرأ (أَفَتُمَارُونَهُ) فمعناه: أفتُجادلونه في أنه رأى من
آيات رَبِّه ما رأى. يقال: ما رَيْت فلانًا، أي: جادلته.
ومَريْتُه أَمْرِيه، أي: جَحَدْته.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرَى (20)
قرأ ابن كثير، والأعشى عن أبي بكر عن عاصم (ومَنَاءَة الثالثة)
.
وقرأ الباقون (وَمَنَاةَ الثَّالِثَةَ) مقصورة.
قال أبو منصور: المدُّ والقصر فى (مَنَاةَ) - وهو: صَنَم -
جائز، وكان
لثقيف.
وقال بعضهم: (مناة) : صخرة كانت لهذيل وخُزَاعة يَعْبدونها من
دون
الله.
وأنشد الكسائي بيتًا في (مَنَاءَةَ) ممدودة
(3/37)
ألا هل أَتَى تَيْمَ بنَ عبدِ مَناءة ...
علَى الشَّنْءِ فيما بيننا ابنُ تميمِ
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (قِسْمَةٌ ضِيزَى (22) .
قرأ ابن كثير وحده (ضِئْزَى) بالهمز.
وقرأ الباقون بغير همزٍ.
قال أبو منصور: المعنى في: ضِيزَى وضِئزَى واحد، يقال: ضَازَهُ
يَضِيزُه،
إذا نقصه حقه.
ويقال أيْضًا: ضَأزه يَضْأزه - بالهمز -: بمعنى واحد و
(ضِيزَى)
بغير همزٍ، في الأصل: ضُيْزى بضم الضاد على (فُعْلَى) فثقلت
الضمة مع الياء، فكسرت الضاد؛ لأن الياء أخْت الكسرة، كما
قالوا: أبْيَض وبِيض.
وأصله: بُيْض. على (فُعْلى) ، كما يقال: حُمْر وسُودٌ.
وإنما قلنا هذا لأنه ليس في كلامِ العرب صفة على (فِعْلَى) ،
إنما الصفات تجيء على (فَعْلَى) نحو: سَكْري، وغضبى.
وعلى (فُعْلَى) نحو: حُبْلَي، وفُضْلى.
وقيل في تفسير (ضِيزَى) : إنها بمعنى: جائرة.
* * *
وقرأ يعقوب: (وَأَنَّه هُّوَ رَبُّ الشعْرَى (49)
يدغم الهاء في الهاء.
وكذلك قوله: (وَأنَّهُ هُوَ أغنى وَأقنى (48)
وسائر القراء لم يدغموا.
قال أبو منصور: إظهار الهاءين أكثر وأجود؛ لأنهما من حرفين،
والإدغام
فيهما جائز، وإن لم تكثر القراءة بها.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عَادًا الْأُولَى (50)
(3/38)
قرأ نافع وأبو عمرو والحضرمي "عادًا
لُّولى" مدغمة التنوين، موصولة الألف.
وروى عن نافع " لُؤلَى " بالهمز.
وأما أبو عمرو فإنه لم يهمز.
وقرأ الباقون (عَادًا الْأُولَى) منونًا.
قال أبو منصور: أما قراءة نافع وأبو عمرو (عادًا لُّولَى)
فإنهما
حذفا همزة (الأولى) ، وأدغما التنوين في اللام وهذا كقول كثير
من العرب،
هذا الاحْمَرُ جاء، ثم يحذفُون الهمزة فيقولون: هذا لَحْمَر
قَدْ جاء.
وأما همز نافع (لُؤلى) فإني أظنه نقل همزة (الأولَى) من أولها
إلى الواو، وليست بجيدة، ولا أرى أن يُقْرأ بها؛ لأنها شاذة.
وقال الزجاج: (الأولى) فيها ثلاث لغات، يقال: الأولى بسكون
اللام،
وإثبات الهمزة، وهى أجود اللغات.
والتى تليها في الجودة (الاوْلَى) بضم اللام، وطرح الهمزة.
وكان يجب في القياس إذا تحركت اللام أن يسقط ألف الوصل؛
لأن الف الوصل اجْتُلبت لسكون اللام، ولكنه جاز ثبوتها لأن ألف
لام المعرفة لا يسقط مع ألف الاستفهام فخالفت ألفات الوصل.
قال: ومن العرب من
(3/39)
يقول: لُولَى. يريد: الأولى، فيطرح الهمزة
لتحرك اللام.
وقد قرئ (عادًا لُّولَى)
على هذه اللغة، وأدغم التنوين في اللام.
والأكثر (عادًا الأولى) بكسر التنوين.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَثَمُودًا فَمَا أَبْقَى (51) .
قرأ حمزة، وحفص، ويحيى عن أبي بكر، والحضرمي (وَثَمُودَ فَمَا
أَبْقَى)
غير مُجرى، ونونه الباقون.
قال أبو منصور: من لم ينون (ثَمُود) ذهب بها إلى القبيلة فترك
الإجراء.
ومن نون ذهب إلى اسم الجد الأكبر، وهو عربي سُميَ به مذكَر،
فأجْرِىَ،
وقد جاء في القرآن مجرى وغير مجرى.
والمواضع التى اتفق القراء على ترك إجرائه ينبغى أن تقرأ كما
قرأوا.
وما اختلفوا فيه فَإِلَيْك الاختيار.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ (فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكَ تَتَمَارَى (55) .
قرأ يعقوب (تمَارَى) . وقرأ الباقون " تَتَمارَى " بتاءين.
قال أبو منصور: من قرأ (تَتَمَارى) بتاءين، فإحدى التاءيْن تاء
الخطاب،
والثانية تاء التفاعل، على معنى: أيها الإنسان، بأي نعَم ربك
التى تدُلكَ على أنه واحد تتشكَّك؟! وهذا من المِرْيَة، وهو
الشك.
ومن قرأ (تَمَارَى) فهو على حذف إحدى التاءين، ويجوز تشديد
التاء الباقية.
* * *
(3/40)
سورة القمر
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِي) و (يَوْمَ
يَدْعُ الدَّاعِي) .
قرأ ابن كثيرٍ ونافع "يَوْمَ يَدْعُ الداعِ " بغير ياء، "
مُهطِعِينَ إلى الداعي "
بياء في الوصل، ووقف ابن كثير بياء.
وقرأ أبو عمرو (الداعي) ، و (إلى الداعي)
فيْ الوصل جميعًا ونحو ذلك روى إسماعيل بن جعفر وورش عن نافع
فيهما.
وقرأها الباقون بغير ياء لا في وصل ولا وقْف.
قال أبو منصور: من قرأ (الدَّاعِ) اكتفى بالكسرة الدالة على
الياء عنها.
ومن قرأ (الدَّاعِي) فَعَلى الأصل.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (إلَى شَيْءٍ نُكُر) .
قرأ ابن كثير وحده " إلَى شَىْءٍ نُكْرٍ " خفيفا.
وقرأ الباقون "إلَى شَيْءٍ نُكُر" ثقيلا.
(3/41)
قال أبو منصور: هما لغتان، نَكْر ونكُر.
والتثقيل أجود الوجهين لتتفق الفواصل بحركتين.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (خَاشعًا أبْصَارُهم) .
قرأ ابن كثير ونافع وابن عامر وعاصم "خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ"
بضم الخاء،
وتشديد الشين.
وقرأ الباقون "خاشعًا" بفتح الخاء، والألف.
قال أبو منصور: من قرأ (خُشَّعًا) و (خاشِعًا) فالنصب على
احال، المعنى:
يخرجون من الأجداث خُشعًا أبْصارهم.
فمن جَمَع فلأنه نعت للجماعة، كقولك: مررت بشباب حِسَان
وجوههم. ومن وحَّد فلتقدم النعت على الجماعة،
كقولك: مررت بشباب حَسَنٍ أوْجُهُهُمْ.
قال:
وَشَبابٍ حَسَنٌ أوْجُهُهُمْ ... مِنْ إِيَادِ بْنِ نِزَارِ
بْنِ مَعَد
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ) .
قرأ ابن عامر ويعقوب "ففتَّحنا" مشددة التاء.
وقرأ الباقون (فَفَتَحْنا) خفيفة.
(3/42)
قال أبو منصور: من شَدد فلتكثير الفعل.
ومن خفف فلأنه فتح مرة.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (سَيَعْلَمُونَ غَدًا (26) .
قرأ ابن عامر وحمزة " ستعلمون " بالتاء، وكذلك قرأ يعقوب.
وقرأ الباقون بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ بالتاء فللمخاطبة.
ومن قرأ بالياء فللغيبة.
حذفت من هذه السورة تسع ياءات، قوله: (فَمَا تُغْن النذُرُ) ،
(يَوْمَ يَدْعُ الداعِ) ، (إلَى الدَّاعِ)
وستة مواضع (نُذُر) .
وصَلَهُن يعقوب بياء، ووقف بياء إلاّ قوله (فَمَا تُغْنِ
النَّذُرُ) ،
فإنه وصل بغير ياء، ووقف بغير ياء.
وروى ورشٌ عن نافع " ونُذرِى " في جميع السورة بياء.
(3/43)
سورة الرحمن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قوله جلَّ وعزَّ: (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ
(12) .
قرأ ابن عامر " والحبٌ ذا العصفِ والريحانَ " نصبا كله.
وقرأ حمزة والكسائي (والحبُّ ذو العصف) بالرفع (والريحانِ)
خفضًا.
وقرأ الباقون (وَالْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَالرَّيْحَانُ) رفعًا
كله.
قال أبو منصور: من قرأ (وَالْحَبَّ ذُا الْعَصْفِ) فإنه عطفه
على قوله
(والأرضَ وضعها للأنام) ، كأنه قال: وخلق الحبَّ ذا العصف.
والعصفُ. ورق الزرع، ويقال له: التبن.
وأمَّا الريحان، فهو: الحب ومنه قيل للرزق: ريحان.
وحدثنا محمد بن إسحاق قال: حدثنا محمد بن سنان، قال: حدثنا
الحسين بن الحسن عن أبي كُدَيْنَة عن عطاء عن سعيد بن جبير عن
ابن عباس في قوله
(والحبُّ ذو العصف والريحانُ) ، قال: العصف: الزرع. والريحان:
الرزق.
ومن قرأ (والريحانِ) بالكسر عطفه على (العصفِ) .
ومن قرأ (والريحانُ) عطفه على قوله: (والحبُّ) .
(3/44)
وقوله جلَّ وعزَّ: (يَخْرُجُ مِنْهُمَا
اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ (22) .
قرأ نافع وأبو عمرو ويعقوب (يُخْرَجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجَانُ (22)) بضم الياء، وفتح الراء.
وروى حسين بن الجعفى عن أبي عمرو (نُخْرِجُ " بالنون، وكسر
الراء،
وأيضا "يُخْرِجُ " بياء مضمومة، وكسر الراء، (اللُّؤْلُؤُ
وَالْمَرْجَانُ)
وقرأ الباقون " يَخْرُجُ مِنْهُمَا " بفتح الياء، وضم الراء
(اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ) رفعًا.
قال أبو منصور: من قرأ (يُخْرَجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ) فعلى
ما لم يسم فاعله،
وكذلك رفع (اللُّؤْلُؤُ) .
ومن قرأ (نُخْرِجُ) أو (يُخْرِجُ) فالفعل للَّه.
و (اللؤلؤ والمرجانَ) مفعول بهما.
ومن قرأ (يَخْرُجُ) فالفعل لِلولؤ وما بعده؛ لأنهما فاعلان.
واللؤلؤ. اسم جامع للحب الذي يخرج من الصدَفةِ صغيرا كان أو
كبيرا. وإنما قال: (يَخرجُ منهما) واللؤلؤ يخرج من الملح دون
العذْب، لأنه قد ذكرهما جميعًا، وإذا خرج من أحدهما فقد خرج
منهما.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (وَلَهُ الْجَوَارِ الْمُنْشَئَاتُ (24) .
(3/45)
قرأ حمزة، ويَحْيَى عن أبي بكر عن عاصم. "
المُنْشِئَاتُ " بكسر الشين ومد
الألف.
وقرأ الباقون " المنُشَئات " بفتح الشين.
قال أبو منصور: من قرأ (الْمُنْشِئَاتُ) بكسر الشين فمعناها:
المبتدآت في
السير، يعنى: السفُنَ.
ومن قرأ (المنشَئات) فله معنيان:
أحدهما: المرفوعات الشُّرُع.
والمعنى الثاني: التى أنْشئ بهن في السير، أي: ابتدئ بهن في
السير.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلَانِ
(31) .
قرأ حمزة والكسائي " سَيَفْرُغُ " بالياء وضم الراء.
وقرأ الباقون (سَنَفْرُغُ لَكُمْ) بالنون وضم الراء.
قال أبو منصور: من قرأ (سَيَفْرُغُ) أو (سَنَفْرُغُ) فالفعل
لله.
ومعنى سيفرغ: سيقصد، ليس أنه كان مشغولاً ففرغ، ولكنه كما شاء
الله.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِنْ نَارٍ
وَنُحَاسٌ (35) .
قرأ ابن كثير وحده " شِوَاظٌ " بكسر الشين، وقرأ الباقون
(شُوَاظٌ)
وقرأ ابن كثير وأبو عمرو (وَنُحَاسٍ) خافضًا.
وقرأ الباقون (ونحاسٌ) رفعًا.
(3/46)
قال أبو منصور: الشُّوَاظ، والشِّوَاظ
لغتان في اللهب الذي له دخان.
ونحاس - هَهُنَا - معناه الدخان. ومن خفضه عطفه على قوله:
(من نارٍ) ومن رفعه عطفه على قوله: (شُوَاظٌ) .
وقال الجعدي:
يُضىْءُ سِرَاجا كَضوْء السَّلِيـ ... طِ لم يجعل الله فيه
نحاسًا
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (مِنْ إِسْتَبْرَقٍ (54) .
قرأ أبو بكر في رواية الأعشى عنه، ويعقوب "من استبرق " موصول
الألف،
بغير همز.
وقرأ الباقون " من إستبرق " بقطع الألف، مكسورة في الوصل
والابتداء.
وقرأ الحضرمي بكسر الألف إلى النون، فكسر النون بكسر الألف.
قال أبو منصور: من قرأ (مِن استبرق) بغير همز جعل الألف
وصلاَّ، ولم
يجعلها ألفًا مقطوعة، ولا أصلية.
ومن قرأ (إِسْتَبْرق) بقطع الألف اعْتَل بأنه بياء في اسم
عجميّ، فكما أنه أجْريَ لأنه أعجمي فكذلك قطعت ألفه. والعرب
أخذته
عن العجم فتكلمت به وأجْرْتهُ حين أَعْرَبته.
والإسْتَبْرق: غلاظ الديباج، أصله إستبره.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إنْسٌ (56، 74) .
قرأ الكسائي وحده (لَمْ يَطْمُثْهُنَّ) بضم الميم في الأولى،
وبكسرها في الثانية.
(3/47)
وروى أبو الحارث عنه: أنه كان لا يبالي كيف
قرأهما جميعا بالضم أو بالكسر.
وقرأ الباقون " لَمْ يَطْمِثْهُنٌ " بكسر الميم فيهما.
قال أبو منصور: هما لغتان طَمَثَ الرجلُ الجاريةَ البكرَ
يطمِثُها ويَطْمُثها إذا
دماهَا حين جَامَعَها، أراد: أنهن أبكار، لم يجامعهن أحد قبله.
* * *
وقوله جلَّ وعزَّ: (تَبَارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلَالِ
وَالْإِكْرَامِ (78)
قرأ ابن عامر وحده " ذُو الْجَلاَلِ " بالواو.
وقرأ الباقون " ذِي الْجَلاَلِ " بالياء.
قال أبو منصور: من قرأ (ذي الْجَلاَل) ردَّه إلى (ربِّك) .
ومن قرأ (ذو الجلال) رده على قوله: (اسمُ رَبِّكَ ذُو الجلال)
.
* * *
(3/48)
|