معاني القرآن للفراء وَالطُّورِ (1)
ومن سورة- والطور
وقوله عز وجل: وَالطُّورِ (1) .
أقسمَ بِهِ وَهُوَ الجَبلُ الَّذِي بمَدْيَنَ الَّذِي كلّمَ
اللَّهُ جلَّ وَعزَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام عنده نكليما.
وقوله تبارك وتعالى: فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ (3) .
والرَّقُّ: الصحائفُ التي تُخْرَجُ إلى بني آدَمَ، فآخِذٌ
كتابَه بيمينةِ، وآخِذٌ كتابَه بشمالِه.
وقوله تبارك وتعالى: وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ (4) .
بيت كان آدم صلّى الله عليه بناه فرُفِع أيام الطوفانِ، وهو
فِي السماء السادسَةِ بحيال الكعبةِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ (6) .
كَانَ عليّ بْن أَبِي طَالِب رحمه اللَّه يَقُولُ: مسجورٌ
بالنار، والمسجورُ فِي كلام العرب: المَمْلوء.
وقوله تبارك وتعالى: يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً (9) .
تدورُ بما فيها وتسيرُ الجبال عنْ وجه الأرض: فتستوي هِيَ
والأرضُ.
وقوله عزَّ وجلَّ: يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلى نارِ جَهَنَّمَ (13)
.
يُدفعون، وكذلِكَ قوله «فَذلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ»
«1» .
وقوله تبارك وتعالى: فاكِهِينَ بِما آتاهُمْ رَبُّهُمْ (18) .
«2» مُعْجَبِينَ بما آتاهم ربُّهم «3» .
وقوله تبارك وتعالى: وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ «4»
ذُرِّيَّتُهُمْ (21) :
قرأها عَبْدُ اللَّه بْن مَسْعُود: (وَاتَّبَعَتْهُمْ
ذُرِّيَّتُهُمْ) . (ألحقنا بهم ذرّيّتهم) (21) على التوحيد.
__________
(1) سورة الماعون الآية 2. [.....]
(2، 3) ساقط فى ش.
(4) فى ش: وأتبعناهم.
(3/91)
قال حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ
قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قال: حدثني قيسُ والمفضلُ الضبي
عَنِ الْأَعْمَش عنْ إبراهيم، فأما المفضّل فقال عن علقمة عنْ
عَبْدِ اللَّهِ، وقالَ قيسٌ عنْ رَجُل عن عبد الله قَالَ:
قَرَأَ رَجُل عَلَى عبدِ اللَّه «وَالَّذِينَ آمنوا واتّبعهم
ذرّيّاتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرّيّاتهم» . قَالَ: فجعل عَبْدُ
اللَّه يقرؤها بالتوحيد. قَالَ: حَتَّى ردَّدَها «1» عَلَيْهِ
نحوًا من عشرين مرةً لا يَقُولُ ليسَ كما يَقُولُ «2» وقرأها
الحسنُ: كلتيهما بالجمع، وقرأ بعض أهل الحجاز، الأولى
بالتوحيد، والثانية بالجمع «3» ، ومعنى قوله: (اتّبعتهم
ذريتهم) يُقالُ: إِذَا دَخَلَ أهلُ الجنةِ «4» الجنة فإن كان
الوالد أرفَع درجة «5» من ابنه رُفِع ابنُه إِلَيْه، وإن كان
الولد أرفع رفع والده إليه «6» :
[57/ ا] وقوله عز وجل: وَما أَلَتْناهُمْ (21) :
الألْتُ: النقصُ، وفيه لغةٌ أخرى: (وما لتناهم «7» من عَمِلهم
من شيء) ، وكذلِكَ هِيَ فِي قراءة عَبْد اللَّه، وأبي بْن كعب
قَالَ الشاعرُ:
أبلغْ بني ثُعَلٍ عنِّي مُغَلغَلة ... جَهْدَ الرسالةِ لا
أَلْتًا ولا كِذِبا «8»
يَقُولُ: لا نقصانٌ، ولا زيادةٌ، وقالَ الآخَرُ:
وليلةٍ ذات نَدى سَرَيتُ ... ولم يَلتْني عنْ سُرَاها لَيْتُ
«9»
__________
(1) فى ش: ردّها.
(2) فى ش: تقول، ويبدو أن (لا) مزيدة تحريفا، أو أن فى العبارة
سقطا، والأصل: لا يزال يقول.
(3) قرأ عامة قراء المدينة: واتبعتهم ذريتهم على التوحيد
بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم على الجمع، وقرأته قراء الكوفة.
واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم كلتيهما (على
التوحيد) . وقرأ بعض قراء البصرة، وهو أبو عمرو: وأتبعنا
ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم (انظر الاتحاف 400 والطبري
27/ 15) .
(4) سقط فى ح.
(5) فى ش: من درجة، تحريف.
(6) فى ح، ش إليه أبوه.
(7) اختلف فى «ألتناهم» فابن كثير بكسر اللام، من ألت يألت
كعلم يعلم، وافقه ابن محيصن. وروى ابن شنبوذ إسقاط الهمزة،
واللفظ بلام مكسورة كبعناهم، يقال لأنه يليته كباعه يبيعه
(الإتحاف 400، 401)
(8) نسبه فى المحتسب للحطيئة، وروايته فى الشطر الأول:
أبلغ لديك بنى سعد مغلغة ويروى: سراة مكان لديك، ومغلغلة:
رسالة تغلغل حتى تصل إليهم انظر الديوان: 135 والمحتسب 2/ 290
(9) نسبة فى المحتسب لرؤبة، ولم نعثر عليه فى ديوانه ولا ديوان
العجاج، (وانظر المحتسب 2/ 291)
(3/92)
إِنَّا كُنَّا مِنْ
قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ (28)
واللَّيْتُ هاهُنا مصدر «1» لم يَثْننِي
عَنْهَا نَقْصٌ بي ولا عَجْزٌ عَنْهَا.
وقوله تبارك وتعالى: إِنَّا كُنَّا مِنْ قَبْلُ نَدْعُوهُ (28)
.
إنَّه «2» قرأها عاصم والأعمشُ، والحسنُ- (إنه) - بكسرِ
الألفِ، وقرأها أَبُو جَعْفَر الْمَدَنِيّ ونافع- (أَنَّهُ) ،
فمن: كسرَ استأنفَ، ومَن نصَبَ أراد: كُنَّا ندعوه بأنه بَرٌّ
رحِيمٌ، وهو وجه حسنٌ. قَالَ الفراء: الكسائيُّ يفتحُ
(أَنَّهُ) ، وأنا أكسِرُ. وإِنما قلتُ: حسنٌ لأن الكِسَائِيّ
قرأه.
وقوله تبارك وتعالى: نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ (30)
.
أوجاعَ الدَّهر، فيشغل عنكم، ويتفرّقُ أصحابهُ أَوْ عُمْر
آبائه، فإنَّا قد عرفنا أعمارَهم.
وقوله تبارك وتعالى: أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلامُهُمْ بِهذا
(32) الأحلامُ فِي هَذَا الموضع: العقولُ والألبابُ.
وقوله عز وجل: الْمُصَيْطِرُونَ (37) و «لَسْتَ عَلَيْهِمْ
بِمُصَيْطِرٍ» «3» .
[57/ ب] كتابتها بالصاد، والقراءة بالسين والصاد. وقرأ الكسائي
بالسين ومثله: بصطة، وبسطة- كُتب بعضُها بالصادِ، وبعضُها
بالسين. والقراءة بالسين فِي بَسَطة، ويَبْسُط- وكل ذَلِكَ
أحسْبُه قَالَ صواب «4» .
قَالَ [قَالَ «5» ] الفراء: كُتِبَ فِي المصاحف فِي البقرة-
بَسْطةً، وفي الأعرافِ بصطةً بالصاد وسائر القرآنِ كُتبَ-
بالسين.
وقوله عزَّ وجلَّ: حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ (45) بالألف،
وَقَدْ قَرَأَ بعضُهم (يَلْقَوْا) «6» وَالملاقاة أعرَبُ وكلّ
حسن.
__________
(1) سقط فى ح، ش.
(2) لم يثبت فى ش: إنه.
(3) سورة الغاشية الآية: 22 وفى ا، ش: وما أنت عليهم بمصيطر،
وهو خطأ. [.....]
(4) قرأ الجمهور بالصاد، وقرأ هشام وقنبل وحفص بخلاف عنه
بالسين (البحر المحيط 8/ 152) .
(5) سقط فى ح، ش.
(6) قرأ أبو جعفر بفتح الياء والقاف وسكون اللام بينهما بلا
ألف: يلقوا، مضارع لقى، وافقه ابن محيصن، والباقون بضم الياء،
وفتح اللام ثم ألف، وضم القاف يلاقوا، من الملاقاة، وافقهم ابن
محيصن فى الطور (انظر الإتحاف 387) .
(3/93)
وَالنَّجْمِ إِذَا
هَوَى (1)
وقوله عز وجل: فِيهِ يُصْعَقُونَ (45)
قرأها عاصم، وَالأعمشُ (يَصعقون) [وأهلُ الحجاز (يُصعقون) ]
«1» وَقرأها أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلميُّ (يَصعقون) بفتح
الياء- مثل الْأَعْمَش «2» .
وَالعربُ تَقُولُ: صُعِق الرجُلُ، وَصَعق- وَسُعِد، وَسَعِدَ
لغاتٌ كلُّها صوابٌ «3» .
ومن سورة النجم
قوله تبارك وتعالى: وَالنَّجْمِ إِذا هَوى (1) .
أقسم- تبارك وَتعالى- بالقرآن، لأنّه كانَ يَنْزِلُ نجومًا «4»
الآية وَالآيتانِ، وَكانَ بين أوَّلِ نزولِه وآخره عشرون سنة.
حدثنا [58/ ا] محمد بن الجهم قال: حدثنا الفراء: وَحَدَّثَنِي
الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ عَنْ مَنْصُورٍ عَنِ الْمِنْهَالِ
بْنِ عَمْرٍو رَفَعَهُ إِلَى عَبْدِ اللَّهِ فِي قوله: «فَلَا
أُقْسِمُ بِمَوْقِعِ النُّجُومِ» «5» قَالَ: هُوَ مُحْكَمُ
الْقُرْآنِ.
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّد «6» أَبُو زكريا يعني: الَّذِي لم
يُنسَخ.
وقوله تبارك وتعالى: إِذا هَوى.
نزل، وَقد ذُكر: أَنَّهُ كوكب «7» إِذَا غَرَبَ.
وقوله جل وعز: ما ضَلَّ صاحِبُكُمْ (2) .
__________
(1) ما بين الحاصرتين سقط فى ح، ش.
(2) قرأ الجمهور: يصعقون بفتح الياء، وقرأ عاصم: بضم الياء
(تفسير الطبري 27/ 19) وقرأ السلمى بضم الياء وكسر العين من
أصعق رباعيا (البحر المحيط 8/ 153) .
(3) فى اللسان: صعق الرجل وصعق، وفى حديث الحسن: ينتظر
بالمصعوق ثلاثا ما لم يخافوا عليه نتنا هو المغشى عليه أو الذي
يموت فجأة. لا يعجل دفنه.
(4) فى ش: نجوم، وهو تحريف.
(5) سورة الواقعة الآية: 75، وقوله: (بموقع) قراءة الكسائي
وخلف، وقراءة الباقين (بمواقع) .
(6) سقط فى ح، ش.
(7) فى ح، ش الكوكب.
(3/94)
عَلَّمَهُ شَدِيدُ
الْقُوَى (5)
جواب لقوله: «وَالنَّجْمِ إِذا هَوى» .
وقوله عز وجل: وَما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى (3) .
يَقُولُ: ما يَقُولُ هَذَا القرآنَ برأيه إنّما هُوَ وَحيٌ،
وذلك: أن قريشًا قَالُوا: إنَّما يَقُولُ القرآنَ من تلقائه،
فنزل تكذيبُهم.
وقوله عز وجل: عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى (5) .
أراد جبريل- صلى الله عليه- «ذُو مِرَّةٍ» (6) من نعْتِ شديد
«1» القوى.
وقوله عز وجل: فَاسْتَوى (6) استوى هُوَ «2» وَجبريل بالأفق
الأعلى لمَّا أُسري بِهِ، وَهو مَطلع الشمس الأعلى، فأضَمر
الاسمَ فِي- استَوى، وَرَدَّ عَلَيْهِ هُوَ، وَأكثرُ كلام
العرب أن يقولوا: استوى هُوَ وَأبوه- وَلا يكادُون يقولون: -
استوى وَأبوه، وَهو جائز، لأن فِي الفعل مضمرًا: أنشدني
بعضُهم:
ألم تَر أن النّبْعَ يُخلقُ عُودُه ... وَلا يستوي والخِرْوَعُ
المتقصّف «3»
[58/ ب] وقَالَ اللَّه تبارك وَتعالى- وَهو أصدق قيلا- «أَإِذا
كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا» «4» فَردَّ الآباء عَلَى المضمر فِي
«كُنا» إلَّا أَنَّهُ حسن لما حيلَ بينهما بالتُّراب.
وَالكلامُ: أئذا كنا تُرابًا نحنُ وآباؤنا.
وقوله عزَّ وجل: ثُمَّ دَنا (8) .
يعنى: جبريل صلّى الله عليه، دنا من محمد صلّى الله عليه حتَّى
كَانَ قابَ قوسين عَرَبيَّتينِ أَوْ أدنى: فَأَوْحى
(10) يعنى: جبريل عليه السلام «إِلى عَبْدِهِ»
: (10) إلى محمد صلّى الله عليه عبد الله: «ما أَوْحى»
(10) .
وقوله تبارك وتعالى فَتَدَلَّى (8) كأن المعنى: ثُمَّ تدَلَّى
فدَنا، وَلكنه جائز إِذَا كَانَ معنى الفعلين وَاحدًا أَوْ
كالواحِدِ قدمتَ أيهما شئت، فقلتَ: قَدْ دنا فقرُبَ، وقرُبَ
فدَنا وشتمني فأساء، وأساء فشَتَمَنيِ، وقَالَ الباطِلَ لأن
الشتم، والإساءة شىء واحد.
__________
(1) سقط فى ح، ش.
(2) فى ش: وهو جبريل.
(3) يخلق: يملس. والمتقصف: المتكسر وفى أساس البلاغة (قصف) ،
وتفسير القرطبي: 17: 85: يصلب مكان يخلق
(4) سورة النمل الآية: 67. [.....]
(3/95)
وكذلك قوله: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ
وَانْشَقَّ الْقَمَرُ» «1» .
والمعنى- والله أعلم- انشق القمرُ واقتربت الساعةُ، والمعنى
واحدٌ.
وقوله عزَّ وجلَّ: مَا كَذَبَ الْفُؤادُ (11) .
فؤاد محمد- صلى الله عليه- «ما رأى» ، يقول: قد صدقه فؤاده
الذي رأى، و «كذّب» يُقرأ بالتشديد والتخفيف. خففها عاصم،
والأعمش، وشيبة، ونافع المدنيان [59/ ا] وشدَّدَها «2» الحسنُ
البصريُّ، وأبو جَعْفَر الْمَدَنِيّ.
وكأن من قَالَ: كَذبَ يُريدُ: أن الفؤاد لم يكذّب الَّذِي
رَأَى، ولكن جعلَه حقًا صِدْقًا وَقَدْ يجوز أن يُريد: ما
كذَّب صاحبَه الَّذِي رَأَى. ومن خفف قَالَ: ما كذب الَّذِي
رَأَى، ولكنه «3» صدَقَهُ.
وقوله عزَّ وجلَّ: أفتمرونه (12) .
أي: أفتجحدونه «4» .
حدثنا «5» أبو العباس قال: حَدَّثَنَا «6» مُحَمَّدُ بْنُ
الْجَهْمِ. قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ قال: حدثني قيس بنُ
الربيع عنْ مُغِيرَة عنْ إبراهيم قال: «أفتمرونه» - أفتجحدونه،
«أَفَتُمارُونَهُ» -: أفتجادلونه [حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ قَالَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ قَالَ حَدَّثَنِي] «7» حَدَّثَنَا هُشَيْم عنْ
مُغِيرَة عنْ إِبْرَاهِيم أنه قرأها: «أفتمرونه» .
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ: حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ قال: حَدَّثَنَا قيسٌ عنْ عَبْد الملك بْن الأبجر
عَنِ الشَّعْبِيّ عنْ مسروق أَنَّهُ قَرَأَ: «أفَتَمرُونَه»
وعن شُريح أَنَّهُ قَرَأَ: «أَفَتُمارُونَهُ» . وهي قراءة
العوامِّ وأهل المدينة، وعاصم بْن أَبِي النَّجودِ والحسنِ.
وقوله عزَّ وجلَّ: وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرى (13) .
__________
(1) سورة القمر الآية: 1.
(2) فى ش: وشدها.
(3) فى ش: ولكن.
(4) وقوله (أفتمرونه) قراءة حمزة والكسائي ومن وافقهما،
والباقون يقرءون (أفتمارونه) انظر الإتحاف: 248.
(5، 6) ساقط فى ح، ش.
(7) ما بين الحاصرتين زيادة من ح، ش.
(3/96)
عِنْدَهَا جَنَّةُ
الْمَأْوَى (15)
يَقُولُ: مَرةً أخرى.
وقوله تبارك وتعالى: عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوى (15) .
حدثنا محمد بن الجهم قال: [حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا] «1»
الْفَرَّاءُ قَالَ:
حَدَّثَنِي حِبانُ عنْ أَبِي إِسْحَاق الشيباني قَالَ:
سُئِلَ زِرُّ بنُ حُبَيْش، وأنا أسمَعُ: عندها جَنَّةُ المأوى،
أَوْ جَنَةُ المأوى، فَقَالَ: جنة من الجنان.
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ قال: وحدثنى بعض المشيخة [59/ ب] عَنِ
الْعَرْزَمِيِّ عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عَائِشَةَ
أَنَّهَا قَالَتْ: جَنَّةٌ مِنَ الْجِنَانِ.
قَالَ: وقَالَ الفراء: وَقَدْ ذُكر عنْ بعضهم: جَنَّةُ
الْمَأْوى يُريدُ: أجَنَّه، وهي شاذة «2» ، وهي: الجنة التي
فيها أرواحُ الشهداء.
وقوله تبارك وتعالى: ما زاغَ الْبَصَرُ (17) .
بصر محمد صلّى الله عليه ما زاغ بقلبِه يمينًا وشِمالًا ولا
طغى ولا جاوز ما رَأَى.
وقوله عزَّ وجلَّ: أَفَرَأَيْتُمُ اللَّاتَ وَالْعُزَّى (19) .
قرأها الناسُ بالتخفيف فِي لفظِ قوله: وَلاتَ حِينَ مَناصٍ «3»
-. وفي وَزْنِ- شاةٍ، وكان الكسائيُّ يَقِفُ عليها بالهاء
أفرأيتم اللّأه.
[185/ ب] «4» قَالَ وقَالَ «5» الفراء. وأنا أقفُ عَلَى التاء.
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حَدَّثَنَا الْفَرَّاءُ] «6»
قَالَ: وَحَدَّثَنِي القاسمُ بْن مَعْنٍ «7» عنْ مَنْصُور بْن
المعتمر عن مجاهد قال:
__________
(1) ما بين الحاصرتين زيادة فى ج، ش.
(2) قرأ جنّه المأوى» بالهاء على (عليه السلام) ، وابن الزبير
بخلاف، وأبو هريرة وأنس بخلاف، وأبو الدرداء، وزر بن حبيش،
وقتادة، ومحمد بن كعب.
قال أبو الفتح (ابن جنى) : يقال: جنّ عليه الليل، وأجنّه
الليل، وقالوا أيضا: جنّه، بغير همز، ولا حرف جر، وانظر
المحتسب ح 2/ 293.
(3) سورة ص الآية: 3.
(4) من هنا رجع إلى النسخة (ا) .
(5) زيادة فى ب، ش.
(6) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(7) فى ش: معين.
(3/97)
كان رجلا «1» يلتّ لهم السّويق، وقرأها:
اللّات والعزى فشدّد التاء.
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ] : «2» حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ قَالَ: حَدَّثَنِي حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عن ابن عباس قَالَ:
كَانَ رَجُلٌ مِنَ التُّجَّارِ يَلُتُّ السَّوِيقَ لهم عند
اللّات وهو- الصّنم وببيعه فسميّت «3» بِذَلِكَ الرَّجُلَ،
وَكَانَ صَنَمًا- لِثَقِيفٍ، وَكَانَتِ الْعُزَّى سُمْرَةً-
لِغَطَفَانَ يَعْبُدُونَهَا.
وقوله: وَمَناةَ الثَّالِثَةَ الْأُخْرى (20) .
كانت مناة صخرة لهذيل، وخزاعة يعبدونها.
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ] «4» : حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ قَالَ: وَحَدَّثَنِي حِبَّانُ عَنِ الْكَلْبِيِّ
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ
اللَّهِ صلّى الله عليه خَالِدَ بْنَ الْوَلِيدِ إِلَى
الْعُزَّى لِيَقْطَعَهَا قَالَ: فَفَعَلَ وَهُوَ يَقُولُ:
يَا عُزَّ كُفْرَانَكِ لَا سُبْحَانَكِ ... إِنِّي رَأَيْتُ
اللَّهَ قَدْ أَهَانَكِ
وقوله: أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (21) .
لأنهم قَالُوا: هَذِهِ الأصنام والملائكةُ بنات اللَّه،
فَقَالَ: «أَلَكُمُ الذَّكَرُ وَلَهُ الْأُنْثى (21) تِلْكَ
إِذاً قِسْمَةٌ ضِيزى» (22) جَائِرة.
والقراء جميعًا لم يَهمِزُوا- ضِيزي، ومنَ العَرب من يَقُولُ:
قِسْمَة «5» ضَيْزَى، وبعضُهُم يَقُولُ: قِسْمة ضَأزَى،
وضُؤزَى بالهَمْز، ولم يقرأ بها أحدٌ نَعْلَمهُ وَضِيزَى:
فُعْلَى.
وإن رأيتَ أولها مَكْسُورًا هِيَ مثل قولهم: بيضٌ، وعِينٌ-
كَانَ أولُها مَضْمُومًا فَكَرِهُوا أن يُتركَ عَلَى ضَمَّتِه،
فيقالُ: بُوضٌ، وعُونٌ.
والواحِدةٌ: بَيضاء، وعَيناء: فَكَسرُوا أولَها ليكُون بالياء
ويتألف الْجَمْعُ والاثنان والواحدَة «6» .
__________
(1) فى ش: رجل، وهو تحريف. [.....]
(2) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(3) فى ش: فسمّى، وفى (ا) فتسميت، تحريف.
(4) ما بين الحاصرتين زيادة من ب.
(5) سقط فى ح، ش
(6) فى ح: الواحد، وفى ش: الوالد وهو خطأ.
(3/98)
أَمْ لِلْإِنْسَانِ
مَا تَمَنَّى (24)
كذلك كرهُوا أن يَقولوا: ضُوزَى، فتصيرُ
وَاوًا، وهي من الياء، وإنّما قضيتُ عَلَى أوّلها بالضّم لأنّ
النّعوت للمؤنّث تأتى إمّا: بَفتْح وإمَّا «1» بِضَمٍّ:
فالمفتُوح «2» : سَكْرى «3» ، عَطْشى والمضمومُ: الأُنثى،
والحُبْلى فإذا كانَ اسمًا ليس بنعتٍ كُسِرَ أوله كقوله:
(وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى «4» ) ، الذِّكرى اسم لِذلكَ
كسرتْ، وليَستْ بنَعْتٍ، وكذلِكَ (الشِّعْرَى) كُسرَ أولها
لأنها اسمٌ ليست بنعتٍ.
وحَكَى الكِسائيِ عنْ عِيسَى: ضِيزَى.
وقوله: أَمْ لِلْإِنْسانِ ما تَمَنَّى (24) ما اشتهى.
وقوله: فَلِلَّهِ الْآخِرَةُ وَالْأُولى (25) ثوابهما.
وقوله: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّماواتِ: ثم قال لا تُغْنِي
شَفاعَتُهُمْ شَيْئاً (26) .
فَجَمعَ، وإنّما ذَكَرَ مَلَكًا واحدًا، وذلِكَ أن (كَمْ)
تَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أرادَ جمعًا، والعَربُ تذْهَب بأحد
وبالواحد «5» إلى الجمع فِي المعنى يقولونَ: هَلِ اختصمَ أحدٌ
اليومَ. والاختصامُ لا يَكُونُ إلا للاثنين، فما زادَ.
وَقَدْ قَالَ اللَّه عزَّ وجلَّ: (لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
منهم «6» ) ، فبيْنَ لا تَقعُ «7» إلّا عَلَى الاثنين فما
زادَ.
وقوله: فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ «8» مما دل
عَلَى أن أحدًا يَكُونُ للجمع وللواحد.
و [معنى] «9» قوله: وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ.
مما «10» تعبُدونه وتزعمون أنهم بناتُ اللَّه لا تغنى شفاعتهم
عنكم شيئا «11» .
__________
(1) فى ش: أو.
(2) فى ش: والمفتوح.
(3) فى ش: كشرى وهو خطأ من الناسخ.
(4) سورة الذاريات: الآية: 55.
(5) فى ش: والواحد.
(6) سورة البقرة الآية: 136.
(7) فى ش لا يقع.
(8) سورة الحاقة الآية: 47.
(9) زيادة من ب، ح، ش. [.....]
(10، 11) مطموس فى (ا) ومنقول من ب، ش.
(3/99)
وَمَا لَهُمْ بِهِ
مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ
الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا (28)
وقوله: وَإِنَّ الظَّنَّ لا يُغْنِي مِنَ
الْحَقِّ شَيْئاً (28) .
من عذاب اللَّه فِي الآخرة.
وقوله: ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ (30) [186/ ا] .
صغّر بهم [يَقُولُ] «1» ذَلِكَ قدْر عُقُولهم، ومَبْلَغُ
عِلْمِهم حينَ آثروا الدنيا عَلَى الآخرة، وَيُقَالُ: ذَلِكَ
مَبلَغهمُ منَ العلم أن جَعَلُوا الملائكةَ، والأصنامَ بنات
اللَّهِ.
وقوله: يَجْتَنِبُونَ كَبِيرَ «2» الْإِثْمِ (32) .
قرأها يَحيى، وأصحابُ عَبْد اللهِ «3» ، وذكروا: أَنَّهُ
الشِّرك.
وقوله: إِلَّا اللَّمَمَ (32) .
يَقُولُ: إلّا المتقاربَ من صغير الذنُوب، وسمعت العرب
تَقُولُ: ضَرَبَهُ ما لَممَ القتل، (ما) صِلَةٌ يُريدُ: ضربَه
ضَرْبًا مُتَقاربًا لِلْقَتْل، وسمعت من آخر: ألَمَّ «4»
يفْعَلُ- فِي مَعْنى- كادَ يفَعلُ «5» .
وذكر الكلَبيّ بإسناده: أنّها النظرَةُ عنْ «6» غير تعمُّدٍ،
فهيَ لَممٌ وهي مغفورةٌ، فإن أعادَ النظَرَ فليس بلَمَمٍ هُوَ
ذَنبٌ وقوله: إِذْ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ (32) .
يُرِيدُ: أنشأ أباكُم آدمَ «7» من الأرض «8» .
وقوله: وَإِذْ أَنْتُمْ أَجِنَّةٌ فِي بُطُونِ أُمَّهاتِكُمْ
(32) .
يَقُولُ: هُوَ أعلمُ بكم أوّلًا وآخرًا فلا تزكوّا أنفسكم لا
يقولنّ أحدكم: عملت كذا، أَوْ فعْلتُ كذا، هُوَ أعْلَمُ بمَن
اتقى.
__________
(1) زيادة (من ش) .
(2) فى ش: كبائر.
(3) قرأها بالتوحيد أيضا حمزة والكسائي وخلف، والباقون بفتح
الباء ثم ألف فهمزة على الجمع. (الإتحاف 383 و 403) .
(4) فى ش: لم.
(5) نقل اللسان كلام الفراء فى تفسير اللمم. انظر مادة لمم.
(6) فى اللسان. من مكان عن.
(7، 8) ساقط فى ح، ش.
(3/100)
وَأَعْطَى قَلِيلًا
وَأَكْدَى (34)
وقوله: أَكْدى (34) .
أي: أعطى قليلًا، ثُمَّ أمسكَ عَنِ النفقة.
«أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى» (35) حالةَ فِي
الآخرة، ثُمَّ قال: «أَمْ «1» لَمْ يُنَبَّأْ» (36) المعنى:
ألم.
«وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى» (37) : بَلّغَ- أنْ «2» ليست
تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أخرى، لا تحتمل الوازرة ذنب غيرها.
وقوله: وَأَنَّ إِلى رَبِّكَ الْمُنْتَهى (42) .
قراءة «3» الناس- (وأنّ) ، ولو قرىء إنّ «4» بالكسر على
الاستئناف كان صوابا.
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ] «5» حَدَّثَنَا
الْفَرَّاءُ قال: حدثني الحسنُ بْن عياشٍ عَنِ الْأَعْمَش عنْ
إِبْرَاهِيم عنْ علقمة بْن قيس: أَنَّهُ قَرَأَ ما فِي النجم،
وما فِي الجنّ، (وأنّ) بفتح «6» إنّ.
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْجَهْمِ قَالَ] حَدَّثَنَا «7» -
الْفَرَّاءُ قال: حدثني قيسٌ عَنِ الْأَعْمَش عنْ إِبْرَاهِيم
عنْ علقمة بمثلِ ذَلِكَ «8» .
وقوله: وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكى (43) .
أضحَك أهلَ «9» الجنة بدخول الجنة، وأبكَى أهلَ النار بدخول
النار.
وَالْعَرَبُ تقوله فِي كلامها إِذَا عِيب عَلَى أحدهم الجَزَع
والبكاء يَقُولُ: إنّ اللَّه أضحكَ، وأبكى. يذهبونَ بِهِ إلى
أفاعيل أهل الدنيا.
__________
(1) أم: لم نثبت في ح.
(2) فى (ب) أي مكان أن، تحريف.
(3) فى ب: قرأه.
(4) فى ش: وإنّ.
(5) زيادة من ب، وفى ح، ش: حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ قَالَ: حدثنا الفراء ... إلخ.
(6) يريد: (وأنه تعالى) وما بعدها فى هذه السورة إلى: (وأنا
منا المسلمون) ، وفتح الهمزة قراءة ابن عامر وحفص وحمزة
والكسائي وقراءة أبى جعفر فى (وأنه تعالى) ، (وأنه كان يقول) ،
(وأنه كان رجال) ، وقراءة الباقين بكسر الهمزة. الإتحاف: 262.
[.....]
(7) فى ش: قال الفراء حدثنى ... إلخ.
(8) فى ب، ش: بمثل هذا.
(9) فى ش: هو، تحريف.
(3/101)
وَأَنَّهُ هُوَ
أَغْنَى وَأَقْنَى (48)
وقوله: وَأَنَّهُ هُوَ أَغْنى (48) . رضّى
الفقير بما أغناه به (وأقنى) من القنية والنشب.
وقوله: رَبُّ الشِّعْرى (49) . الكوْكب «1» الَّذِي يَطلعُ بعد
الجوزاء.
وقوله: وَأَنَّهُ أَهْلَكَ عاداً الْأُولى (50) .
قَرَأَ الْأَعْمَشُ وعاصمٌ (عادًا) يخفضان النونَ، وذكرَ
القاسم بْن معن: أنّ الْأَعْمَشَ قَرَأَ (عادَ لُولى) ، فجزمّ
النونَ، ولم يهمز (الأولى) .
وهي قراءةُ أهل المدينة: جَزمُوا النونَ لمّا تحرّكَت اللّام،
وخفضَها مَن خفضَها لأن البناء عَلَى جزم اللام التي مَع الألف
فِي- الأولى «2» والعربُ تَقُولُ: قمْ لآن، وَقُمِ الآن، وصُمِ
الاثنين وَصُمْ لثنين عَلَى ما فسرتُ لَكَ.
وقوله عاداً الْأُولى. «3» بغير [186/ ب] «4» هَمْز: قومُ «5»
هُودٍ خاصةً بقَيتْ مِنْهم بقيةُ نجوامع لُوطٍ، فسُمّي أصحابُ
هودٍ عادًا «6» الأولى.
وقوله: وَثَمُودَ فَما أَبْقى (51) .
ورأيتها بعض مصاحف «7» عَبْد اللَّه (وَثَمُودَ فَمَا أَبْقَى)
بغير ألفٍ «8» وهي تجرى فِي النصب فِي كل التنزيل إلّا قوله:
(وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مبصرة) «9» فإِنّ هَذِهِ ليس
فيها ألفٌ فَتُرِك إجراؤهَا.
__________
(1) فى (ا) فى الكواكب.
(2) قرأ: عاد لولى بإدغام التنوين في اللام بعد نقل حركة
الهمزة إليها وصلا نافع، وأبو عمرو، وأبو جعفر ويعقوب.
والباقون وهم: ابن كثير، وابن عامر، وعاصم، وحمزة، والكسائي،
وخلف بكسر التنوين، وسكون اللام، وتخفيف الهمزة من غير نقل
فكسر التنوين لالتقاء الساكنين وصلا والابتداء بهمزة الوصل
(الإتحاف 403، 404)
(3، 4) سقط فى ح، ش.
(5) فى ح، ش، هم قوم.
(6) زيادة فى ح، ش.
(7) كتبت كلمة «بعض» فى (ا) بين السطرين، وجاء فى هذه النسخة:
فى بعض مصحف.
(8) قرأ: وثمود. بغير تنوين عاصم وحمزة ويعقوب، والباقون
بالتنوين (الإتحاف 404) . وانظر المصاحف للسجستانى: 71.
(9) لم تثبت (مبصرة) فى ح، ش، والآية فى الإسراء: 59
(3/102)
وَالْمُؤْتَفِكَةَ
أَهْوَى (53)
وقوله: وَالْمُؤْتَفِكَةَ أَهْوى (53) .
يُريدُ: وأهوى المؤتفكةَ لأنّ جبريلَ- عَلَيْهِ السَّلام-
احتمل قَريات قَوْمِ لُوط حتَّى رفعها إلى السماء، ثُمَّ
أهْوَاها وأتبعَهمُ اللَّه بالحجارةَ، فذلك قوله: (فغشّاها ما
غشّى) من الحِجارة.
وقوله: فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكَ تَتَمارى (55) .
يَقُولُ: فبأيّ نِعَم رَبِّكَ تكذبُ أنها ليست منه، وكذلك
قوله: (فتماروا بالنّذر) «1» .
وقوله: هذا نَذِيرٌ (56) . يعنى: محمدا صلّى الله عليه.
«مِنَ النُّذُرِ الْأُولى» (56) يَقُولُ القائلُ: كيفَ قَالَ
لمُحمدٍ: من النذُر الأولى، وهو آخِرهُم؟، فهذا فِي الكلام كما
تَقُولُ: هَذَا واحدٌ من بَني آدم وإن كَانَ آخرهُم أَوْ
أولهمُ، ويقالُ: هَذَا نَذيرٌ من النُّذرِ الأُولَى فِي اللّوح
المحفوظ.
وقوله: أَزِفَتِ الْآزِفَةُ (57) قَرُبَت القيامة.
وقوله: لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ اللَّهِ كاشِفَةٌ (58) .
يقول: ليس بعلمها كاشفٌ دونَ اللَّه- أي لا يعلمُ عِلمَها غيرُ
ربيِّ، وتأنيثُ (الكاشفة) كقولِكَ: ما لِفلانٍ باقية. أي بقاء
والعافية والعاقبة «2» ، وليس له ناهَيةٌ، كل هَذَا فِي معنى
المصدر.
وقوله: وَأَنْتُمْ سامِدُونَ (61) لاهون.
__________
(1) سورة القمر الآية: 36.
(2) سقط فى ح، ش.
(3/103)
|