إرشاد النقاد إلى تيسير الاجتهاد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
الْبَاب الثَّالِث نبذة عَن حَيَاة الْمُؤلف مُحَمَّد بن
إِسْمَاعِيل الْأَمِير الصَّنْعَانِيّ 1099 - 1182 هـ - صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
نسبه ومولده
هُوَ الإِمَام الْحَافِظ أَبُو إِبْرَاهِيم مُحَمَّد بن
إِسْمَاعِيل بن صَلَاح بن مُحَمَّد بن عَليّ الْمَعْرُوف
بالأمير الحسني اليمني الكحلاني الصَّنْعَانِيّ ولد رَحمَه
الله فِي مَدِينَة كحلان فِي لَيْلَة الْجُمُعَة منتصف
جُمَادَى الْآخِرَة من عَام 1099 هـ تِسْعَة وَتِسْعين وَألف
من الْهِجْرَة
نشأته وبراعته فِي الْعُلُوم
انْتقل وَالِده وَأَهله من كحلان إِلَى صنعاء فَنَشَأَ بهَا
وَأتم حفظ الْقُرْآن عَن ظهر قلب وتعهده أَبوهُ بالتربية
والتعليم وَكَانَ من الْفُضَلَاء الراغبين فِي الْعلم الزاهدين
فِي الدُّنْيَا ت 1142 هـ وأسلمه إِلَى النحارير من أهل الْعلم
حَتَّى تخرج عَلَيْهِم عَالما فَاضلا وبرع فِي جَمِيع
الْعُلُوم وفَاق الأقران وَتفرد برئاسة الْعلم فِي صنعاء
وَتظهر بِالِاجْتِهَادِ وَعمل بالأدلة وَنَفر عَن التَّقْلِيد
وزيف مَا لَا دَلِيل عَلَيْهِ من الآراء الْفِقْهِيَّة وَجَرت
لَهُ مَعَ أهل عصره خطوب ومحن ويذكره الشَّوْكَانِيّ
(1/61)
بِالِاجْتِهَادِ الْمُطلق ويعده من
أَئِمَّة المجددين لمعالم الدّين
شُيُوخه
أَخذ عَن وَالِده الْفِقْه والنحو وَالْبَيَان وعلوم الدّين
وَمن شُيُوخه المعروفين صَلَاح بن حُسَيْن الكحلاني وَزيد بن
مُحَمَّد بن الْحسن بن الْقَاسِم ولازمه كل يَوْم حَتَّى فرق
بَينهمَا موت الشَّيْخ وَالْقَاضِي عَليّ بن مُحَمَّد
الْعَنسِي وهَاشِم بن يحيى الشَّامي وعبد الله بن عَليّ
الْوَزير الصَّنْعَانِيّ وعبد الخالق بن الزين الزبيدِيّ
تلاميذه
من اجل تلاميذه أَوْلَاده إِبْرَاهِيم وعبد الله وَالقَاسِم
وَمِنْه عبد القادر بن أَحْمد وَأحمد بن مُحَمَّد قاطن وَأحمد
بن صَالح بن أبي الرِّجَال وَمُحَمّد بن إِسْحَاق وَالْحسن بن
إِسْحَاق بن الْمهْدي وَإِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق
وَغَيرهم خلق كثير وَقد كَانَ رَحمَه الله كثير الأتباع من
الْخَاصَّة والعامة الَّذين عمِلُوا بِاجْتِهَادِهِ وتظهروا
بذلك قرؤا عَلَيْهِ كتب الحَدِيث وَفِيهِمْ جمَاعَة من الأجناد
مناصبه
لما اسْتكْمل أدوات الرِّئَاسَة والتصدر أكب على الإفادة
والتدريس واشتهر بنشر علم السّنة النَّبَوِيَّة وَقد ولاه
الإِمَام الْمَنْصُور بِاللَّه الخطابة بِجَامِع صنعاء فاستمر
كَذَلِك إِلَى أَيَّام وَلَده الإِمَام الْمهْدي
(1/62)
وولاه الْمهْدي الْعَبَّاس سنة 1161 هـ
أوقاف صنعاء وبلادها فباشر أَعمال الْوَقْف بِصدق وَأَمَانَة
وعفاف وَاسْتمرّ إِلَى شَوَّال سنة 1162 هـ ثمَّ اعتذر عَنْهَا
وَمن أَعماله فِي هَذِه الحقبة تحريضه الْمهْدي على بِعْت
معلمين للصَّلَاة إِلَى جَمِيع الْقرى والمدن المنعزلة فِي
الْبَوَادِي وَإِزَالَة مُنكرَات المعتقدات وإرشاد النَّاس
إِلَى الطَّاعَات فَأرْسل الْمهْدي جمَاعَة من الصَّالِحين
للْعَمَل بذلك
مصنفاته
مرتبَة على حُرُوف الهجاء 1 إِجَابَة السَّائِل شرح بغية الآمل
بمنظومة الكافل فِي أصُول الْفِقْه 2 الْإِحْرَاز لما فِي أساس
البلاغة للزمخشري من كِنَايَة ومجاز 3 الْإِدْرَاك لضعف
أَدِلَّة تَحْرِيم التنباك 4 إسبال المظر شرح نخبة الْفِكر 5
إرشاد النقاد إِلَى تيسير الِاجْتِهَاد وَهُوَ كتَابنَا هَذَا
6 إستيفاء الْمقَال فِي حَقِيقَة الْإِرْسَال 7 الأنفاس
الرحمانية على الإفاضية المدنية رِسَالَة تتَعَلَّق بِخلق
أَفعَال الْعباد 8 الْأَنْوَار على كتاب الإيثار 9 الْإِيضَاح
وَالْبَيَان فِي تَحْقِيق عِبَارَات قصَص الْقُرْآن 10 إيقاظ
الفكرة لمراجعة الْفطْرَة
(1/63)
11 - بشرى الكئيب بلقاء الحبيب منظومة
وَشَرحهَا فِي المعاذ 12 التحبير شرح كتاب التَّيْسِير أَي
تيسير الْوُصُول إِلَى جَامع الْأُصُول 13 تَطْهِير
الِاعْتِقَاد عَن درن الْإِلْحَاد 14 التَّنْوِير شرح
الْجَامِع الصَّغِير ألفة قبل اطِّلَاعه على شرح الْمَنَاوِيّ
15 توضيح الأفكار لمعاني تَنْقِيح الأنظار 16 ثَمَرَات النّظر
فِي علم الْأَثر 17 جمع الشتيت شرح أَبْيَات التثبيت للسيوطي
فِي عَالم البرزخ والمعاد 18 حَاشِيَة على الْبَحْر والزخار من
كتاب الطَّهَارَة إِلَى الزَّكَاة 19 حَاشِيَة على شرح الرضى
على الكافية 20 الدِّرَايَة شرح الْعِنَايَة فِي أصُول
الْفِقْه 21 ديوَان شعره جمعه ابْنه عبد الله الْأَمِير ورتبه
على الْحُرُوف وَهُوَ فِي أَكثر من 400 صفحة 22 رِسَالَة فِي
الرسَالَة جَوَاب سُؤال هَل التحدي بِالْقُرْآنِ مُسْتَمر أم
يرْتَفع إِذا اختلت اللِّسَان 23 رِسَالَة فِي المفاضلة بَين
الصِّحَاح والقاموس وَأَبَان أَنَّهُمَا يَشْتَرِكَانِ فِي
الْجمع بَين الْحَقِيقَة وَالْمجَاز 24 رِسَالَة فِي إِزَالَة
أصنام لوثني الْهِنْد ألفها للمهدي الْعَبَّاس 25 الرَّوْض
النَّضِير فِي الْخطب 26 الرَّوْضَة الندية شرح التُّحْفَة
العلوية 27 سبل السَّلَام شرح بُلُوغ المرام 28 السهْم الصائب
لِلْقَوْلِ الْكَاذِب رد بهَا على جمَاعَة من الشِّيعَة
وَقَالُوا إِن تدريسه تَفْسِير الْقُرْآن بالجامع من الْمُنكر
29 السَّيْف الباتر فِي يَمِين الصابر والشاكر اخْتِصَار عدَّة
الصابرين لِابْنِ الْقيم
(1/64)
30 - الْعدة شرح العمدى لِابْنِ دَقِيق
الْعِيد 31 فتح الْخَالِق شرح ممادح رب الْخَلَائق 32 قصب
السكر نظم نخبة الْفِكر فِي علم الْأَثر 33 الْمسَائِل المرضية
فِي بَيَان اتِّفَاق أهل السّنة والزيدية 34 منحة الْغفار
حَاشِيَة على ضوء النَّهَار شرح الأزهار 35 منسك فِي الْحَج
وَمَعَهُ قصيدة لَهُ فِي الْمَنَاسِك عدد أبياتها 283 36
نصْرَة المعبود فِي الرَّد على أهل وحدة الْوُجُود 37 نظم
بُلُوغ المرام 38 نِهَايَة التَّحْرِير فِي الرَّد على قَوْلهم
لَيْسَ فِي مُخْتَلف فِيهِ نَكِير 39 هِدَايَة السول فِي علم
الْأُصُول 40 اليواقيت فِي الْمَوَاقِيت فِي بَيَان أَوْقَات
الصَّلَاة بِمَا دلّت عَلَيْهِ الْأَدِلَّة
ابتلاءاته
قد ابتلى بلَاء حسنا لأجل الْعَمَل بِالْحَدِيثِ وَتجمع
الْعَوام لقَتله مرّة بعد أُخْرَى وَلَكِن الله عز وَجل حفظه
من كيدهم ومكرهم وَكَفاهُ شرهم قَالَ الشَّوْكَانِيّ وَلَيْسَ
الذَّنب فِي معاداة من كَانَ كَذَلِك للعامة الَّذين لَا تعلق
لَهُم بِشَيْء من المعارف العلمية فَإِنَّهُم أَتبَاع كل ناعق
إِذا قَالَ لَهُم من لَهُ هَيْئَة أهل الْعلم إِن هَذَا
الْأَمر حق قَالُوا حق وَإِن قَالَ بَاطِل قَالُوا بَاطِل
إِنَّمَا الذَّنب لجَماعَة قرؤوا شَيْئا من كتب الْفِقْه وَلم
يمعنوا فِيهَا وَلَا عرفُوا غَيرهَا فظنوا لقصورهم أَن
الْمُخَالفَة لشَيْء مِنْهَا مُخَالفَة للشريعة صدق رَحمَه
الله وَهَذَا هُوَ شَأْن من ينتسب إِلَى الْعلم فِي عصرنا فِي
مُخَالفَة الْعلم فِي عصرنا فِي مُخَالفَة الْعَمَل
بِالْحَدِيثِ فهداهم الله
(1/65)
وَفَاته
مَاتَ رَحمَه الله بِصَنْعَاء فِي يَوْم الثُّلَاثَاء ثَالِث
شعْبَان سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَمِائَة وَألف عَن
ثَلَاث وَثَمَانِينَ سنة وَدفن بالحوطة الَّتِي فِي الْجنُوب
الغربي من مَنَارَة مَسْجِد الْمدرسَة المنسوبة للْإِمَام شرف
الدّين بِأَعْلَى صنعاء وَقد رثاه جمَاعَة من أكَابِر
الْعلمَاء فِي عصره مِنْهُم السَّيِّد مُحَمَّد بن هَاشم
الشَّامي الحسني الصَّنْعَانِيّ وَضمن قصيدته تأريخ وَفَاته
مُحَمَّد فِي جنَّات الْخلد قد وصلا 1182 هـ رَحمَه الله
رَحْمَة وَاسِعَة ونفع بِعِلْمِهِ وأجزل لَهُ المثوبة على
إِقَامَته السّنة النَّبَوِيَّة وَنَصره لَهَا ودفاعه عَنْهَا
وَأَعْلَى درجاته فِي الصَّالِحين
كتَابنَا هَذَا هَذَا الْكتاب دراسة علمية جادة فِي إِثْبَات
أَن الحكم على الحَدِيث من حَيْثُ الصِّحَّة والضعف فِي
الْأَعْصَار الْمُتَأَخِّرَة مستعينا بأقوال عُلَمَاء الْجرْح
وَالتَّعْدِيل لَيْسَ تقليدا لَهُم بل هُوَ اجْتِهَاد لَا
يخْتَلف عَن الِاجْتِهَاد فِي الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة وَأَن
الِاجْتِهَاد الْآن فِي أَي مجَال من المجالات أيسر بِكَثِير
من الِاجْتِهَاد فِي العصور
(1/66)
الْمُتَقَدّمَة وَذَلِكَ لتوفر أدوات
الِاجْتِهَاد من مصَادر التَّفْسِير والْحَدِيث ومراجع
الْفِقْه الإسلامي فِي كل مَكَان وبأدنى جهد وَأَقل وَقت إِن
الْعَلامَة الْمُؤلف قد مكنته مقدرته العلمية من إِثْبَات
هَذَا وَذَاكَ بِكُل دقة ومهارة وكفاءة وجدارة وإتماما للفائدة
بَين شُرُوط الِاجْتِهَاد بالاختصار وَكَذَا ذكر مَا يدل على
تَعْظِيم الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَمن بعدهمْ من أَئِمَّة
الدّين للسّنة النَّبَوِيَّة من أَقْوَالهم فِي التحاكم
إِلَيْهَا وَفِي آخر الْكتاب تنَاول بعض شُبُهَات المقلدين
بِالرَّدِّ عَلَيْهَا ردا علميا مفحما فجزاه الله خيرا
صِحَة نسبته إِلَى الْمُؤلف
إِن كتاب إرشاد النقاد إِلَى تيسير الِاجْتِهَاد مَعْرُوف
النِّسْبَة إِلَى مُؤَلفه الْأَمِير الصَّنْعَانِيّ ويذكره فِي
قَائِمَة مصنفاته كل من يترجم لَهُ وأدل دَلِيل على صِحَة
نسبته إِلَى مُؤَلفه أَنه بِنَفسِهِ يحِيل إِلَى هَذَا الْكتاب
باسمه فِي بعض مؤلفاته حَيْثُ قَالَ فِي سبل السَّلَام 4238
طبعة جامة الإِمَام بالرياض فِي شرح حَدِيث عَمْرو بن الْعَاصِ
إِذا حكم الْحَاكِم فاجتهد وَقد بَينا بطلَان دَعْوَى تعذر
الِاجْتِهَاد فِي رسالتنا الْمُسَمَّاة بإرشاد النقاد إِلَى
تيسير الِاجْتِهَاد بِمَا لَا يُمكن دَفعه وَقَالَ فِي كِتَابه
توضيح الأفكار 1115 وَهُوَ يبين معنى قَوْلهم هَذَا حَدِيث
صَحِيح وَقد بسطنا هَذَا فِي رسالتنا الْمُسَمَّاة بإرشاد
النقاد بسطا شافيا
(1/67)
هَذَا وَالْكتاب مطبوع ضمن الرسائل
المنيرية 11 47 الَّتِي جمعهَا الْأُسْتَاذ مُحَمَّد مُنِير
الدِّمَشْقِي رَحمَه الله وأجزل لَهُ المثوبة فِي الْآخِرَة
وَله مخطوط يُوجد فِي مكتبة الشَّيْخ عبد الله آل إِبْرَاهِيم
السَّلِيم بِمَدِينَة بُرَيْدَة منْطقَة القصيم بالسعودية نسخه
مُحَمَّد بن عبد العزيز سنة 1296 هـ بِخَط جيد يحتوي على 47
صفحة 2718 سم وَفِيه سقط ورقتين فِي الْوسط رَاجع مقَال
مخطوطات مكتبات القصيم للأستاذ سُلَيْمَان بن وَائِل التويجري
المطبوع فِي مجلة الْبَحْث العلمي والتراث الإسلامي بكلية
الشَّرِيعَة بِمَكَّة المكرمة ص 339 الْعدَد الثَّانِي عَام
1399 هـ
عَمَلي فِي هَذَا الْكتاب
أالمقدمة 1 حكم الِاجْتِهَاد فِي الْمسَائِل الْفِقْهِيَّة 2
حكم الِاجْتِهَاد فِي الحكم على الحَدِيث 3 نبذة عَن حَيَاة
الْمُؤلف وَالْكتاب وخطة الْعَمَل فِيهِ ب نَص الْكتاب 1 عزو
الْآيَات إِلَى موَاضعهَا من الْقُرْآن الْكَرِيم 2 تَخْرِيج
الْأَحَادِيث والْآثَار 3 التعليقات لتوضيح نُصُوص الْكتاب 4
وَمَا بَين المعكوفين هَكَذَا زِيَادَة زدتها للفصول وَغَيرهَا
توضيحا للأمور أَو بَيَانا لاخْتِلَاف النَّص
شكر وَتَقْدِير أشكر الله عز وَجل أَولا وآخرا على مَا أتممت
من تَحْقِيق هَذَا الْكتاب بفضله
(1/68)
وَمِنْه وَكَرمه وبنعمته تتمّ الصَّالِحَات
وَلَا يسعني بِهَذِهِ الْمُنَاسبَة إِلَّا أَن أشكر الاخوة
الَّذين ساعدوني فِي إنجاز هَذَا الْعَمَل المتواضع خَاصَّة
الْأَخ الْفَاضِل بدر الْبَدْر الَّذِي أَشَارَ عَليّ بتحقيق
الْكتاب وأفادني بمراجعته وَالْأَخ الْفَاضِل فلاح بن ثَانِي
الَّذِي وضع مكتبته تَحت تصرف أثْنَاء غيابه لمواصلة دراسته
الْعليا بالجامعة الإسلامية بِالْمَدِينَةِ الطّيبَة فجزاهم
الله خير الْجَزَاء وأدعو الله السَّمِيع الْمُجيب أَن يوفقني
لما يحب ويرضى من نصْرَة كِتَابه وَسنة رَسُوله صلى الله
عَلَيْهِ وَسلم وَلكُل مَا فِيهِ الْخَيْر والفلاح فِي
الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهُوَ الْمُسْتَعَان وَإِلَيْهِ
الثِّقَة والتكلان وَإِلَيْك الْآن نَص الْكتاب
(1/69)
|