فقه اللغة وسر العربية

الفصل الثالث عشرة: في الجمع بين شيئين اثنين ثم ذكر أحدهما في الكناية
دون الآخر والمراد به كلامهما معا.
من سنن العرب أن تقول: رأيت عمراً وزيداً وسلّمت عليه أي عليهما. قال الله عزّ وجلّ: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ} 3 وتقدير الكلام: ولا ينفقونهما في سبيل الله وقال تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْهَا} 4 وتقديره: انفضوا إليهما. وقال جلّ جلاله: {وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} 5 والمراد: أن يرضوهما.
الفصل الرابع عشر: في جمع شيئين من اثنين.
من سنن العرب إذا ذكَرَتِ اثنين أن تُجريهما مجرى الجمع كما تقول عند ذكر العُمَرَين6 والحَسَنين7: كَرَّمَ الله وجوههما وكما قال عزّ ذكره: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا} 8 ولم يقل: قلباكما وكما قال عزّ وجلّ: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} 9 ولم يقل يديهما.
الفصل الخامس عشر: في جمع الفعل عند تقدمه على الإسم.
رُبما تفعل العرب ذلك لأنه الأصل فتقول: جاؤوني بنو فلان وأكلوني البراغيث وقال الشاعر:
__________
1 سورة يونس الآية: 22.
2 سورة الفاتحة: الآيات 2، 5.
3 سورة التوبة الآية: 34.
4 سورة الجمعة الآية: 11.
5هما أبو بكر وعمر رضي الله عنهما.
6 هما الحسن والحسين رضي الله عنهما.
7 سورة التوبة الآية: 62.
8 سورة التحريم الآية: 4.
9 سورة المائدة الآية: 38.

(1/226)


رأَينَ الغَواني الشَّيبَ لاحَ بِعارِضي ... فَأعرَضنَ عَنِّي بالخدود النَّواضِرِ.
وقال آخر: [من مجزوء الكامل]
نُتِجَ الرَّبيع مَحاسِناً ... ألقَحْنَها غُرُّ السَّحائِبْ.
وفي القرآن: {وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا} 1 وقال جلّ ذكره: {ثُمَّ عَمُوا وَصَمُّوا كَثِيرٌ مِنْهُمْ} 2.