فقه اللغة وسر العربية

الفصل التاسع عشر: في الفعل يأتي بلفظ الماضي وهو مستقبل وبلفظ المستقبل وهو ماض.
قال الله تعالى: {أَتَى أَمْرُ اللَّهِ} 5: أي يأتي. وقال جل ذكره: {فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى} 6 أي لم يصدّق ولم يصلّ. وقال عزّ مِن قائل في ذكر الماضي بلفظ المستقبل: {فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ} 7 أي لِمَ قَتَلتُم؟ وقال تعالى: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُوا الشَّيَاطِينُ} 8 أي ما تلت. وقد تأتي كان بلفظ الماضي ومعنى المستقبل كما قَالَ الشّاعِر: [من الطويل]
فَأدْرَكْتُ مَنْ كانَ قَبلي ولَم أدَع ... لِمن كان بَعدي في القصائد مصنعا.
__________
1 سورة التوبة الآية: 17.
2 سورة البقرة الآية: 72.
3 سورة قّ الآية: 24.
4 سورة قّ الآية: 24.
5 سورة النحل الآية: 1.
6 سورة القيامة: 31.
7 سورة البقرة الآية: 91.
8 سورة البقرة الآية: 102.

(1/228)


أي لمن يكون بعدي. وفي القرآن: {وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً} 1 أي كان ويكون وهو كائن الآن جلّ ثناؤه.
الفصل العشرون: في المفعول يأتي بلفظ الفاعل.
تقول العرب: سرٌّ كاتِم أي مكتوم. ومكان عامرٌ أي معمور. وفي القرآن: {لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ} 2 أي لا مَعصوم. وقال تعالى: {خُلِقَ مِنْ مَاءٍ دَافِقٍ} 3 أي مدفوق. وقال: {ي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ} 4 أي مَرضيَّة. وقال الله سبحانه: {حَرَماً آمِناً} 5 أي مأمونا. وقال جرير: [من الكامل]
إنَّ البَليَّة مَنْ تَمَلُّ كلامهُ ... فانقَع فُؤادكَ مِنْ حَديثِ الوامِقِ.
الفصل الحادي والعشرون: في الفاعل يأتي بلفظ المفعول.
كما قال تعالى: {إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً} 6 أي آتيا وكما قال جلَّ جلاله: {حِجَاباً مَسْتُوراً} 7 أي ساترا.