فقه اللغة وسر العربية

الفصل الثالث والسبعون: في إشتقاق نعت الشيء من اسمه عند المبالغة فيه.
ذلك من سنن العرب كقولهم: يَوم أيْوَم ولَيل ألْيَل ورَوض أَرْيَض وأسَد أسِيد وصُلب صَليب وصَديق صَدوق وظِلٌّ ظَليلٌ وحِرز حَريز وكن كنين وداء دويّ.
الفصل الرابع والسبعون: في إخراج الشيء المحمود بلفظ يوهم ضد ذلك.
كما يقال: فلان كريم غير أنَّه شريف ولئيم غير أنّه خَسيس وكما قال النّابغة الذّبياني: [من الطويل]
ولا عَيْبَ فيهِمْ غَيرَ أنَّ سُيوفَهُمْ ... بِهِنَّ فُلولٌ من قِراعِ الكَتائبِ.
وكما قال النَّابِغَة الجَعديّ: [من الطويل]
فتىً كَمَلَت أخْلاقُهُ غَيرَ أنَّهُ ... جَوادٌ فما يُبقي من المال باقيا.
وقال بعض البلغاء: فلان لا عَيب فيه غير أن لا عيب فيه يَرُدُّ عين الكمال عن معاليه.
الفصل الخامس والسبعون: في الشيء يأتي بلفظ المفعول مرة وبلفظ الفاعل مرة والمعنى واحد.
تقول العرب: مُدَجَّج ومُدَجِّج وعبدٌ مُكاتَبٌ ومُكاتِبٌ وشأوٌ مُغَرَّب ومغرّب ومكان
__________
1 سورة فصلت الآية: 90.

(1/264)


عامر ومَعمور. وآهِلٌ ومَأهول ونُفِسَتْ المرأة ونَفِسَتْ وعُنِيتُ بالشيء وعَنَيتُ به وسَعِد فلانٌ وسُعِدَ وزَهِيَ علينا وزها.