فقه اللغة وسر العربية

الفصل الثالث والثمانون: في الاثنين اللذين لا وحد لهما من لفظهما.
كِلا وكِلتا واثنان واثنتان والمِذرَوَان1 والمَلَوَان2 وجاء يَضْرِبُ أصْدَرَيْهِ ولبَّيك وسَعديك وحنانَيك وحوالَيك. وقد قيل: إن واحدَ حنانيك: حنان.
الفصل الرابع والثمانون في أفعل لا يراد به التَّفضيل.
جرى له طائرٌ أشْأم وقال الفرزدق: [من الكامل]
بَيْتاً دَعائِمُهُ أعَزُّ وأطْوَلُ.
وفي القرآن: {وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ} 3 والله أعلم.
الفصل الخامس والثمانون: للعرب فعل لا يقوله غيرهم.
تقول: عاد فلانٌ شيخاً وهو لم يكن قطُّ شيخاً وعادَ الماء آجنا وهو لم يكن كذلك. قال الهذليّ:
__________
1 المذروان: طرفا الألية ناحيتا الرأس طرف وتر القوس من أعلى وأسفل القاموس 1657.
2 الملوان: الليل والنهار.
3 سورة الروم الآية: 27

(1/268)


أطَعتُ العِرْسَ في الشَّهواتِ حتى ... أعادَتْني أَسِيفاً عَبْدَ عَبْدِ. وهو لم يكن قبل أسيفاً حتى يعود إلى تلك الحال وفي كتاب الله عزَّ وجلَّ: {يُخْرِجُونَهُمْ مِنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ} 1 وهم لم يكونوا في نور من قبل ومثله قوله تعالى: {وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ} 2 وهم لم يبلُغوا أرذلَ العمر فيُرَدُّوا إليه.
الفصل السادس والثمانون: في النَّحت.
العرب تَنْحِتُ من كلمتين وثلاث كلمة واحدة وهو جنس من الاختصار كقولهم: رجلٌ عبْشَميٌ منسوب إلى عبد شمس وأنشد الخليل: [من الوافر]
أقولُ لَها ودَمْعُ العَينِ جارٍ ... ألَمْ تَحْزُنْكِ حَيْعَلَةُ المُنادي؟
من قولهم: حَيَّ على الصَّلاة وقد تقدَّم فصل شافٍ في حكاية أقوال متداولة من هذا الجنس. وأما قولهم صَهْصَلِق فهو من صَهَلَ وصَلَقَ والصَّلْدَم من الصَّلْدِ والصّدم.