فقه اللغة وسر العربية الفصل السابع
والثمانون: في الإشباع والتأكيد.
العرب تقول: عشّرَة وعَشَرَة فتلك عشرون كاملة. ومنه قوله تعالى:
{فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا
رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ} 3 ومنه قوله تعالى: {وَلا
طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ} 4 وإنما ذكر الجناحين لأنَّ العَرَب قد
تُسَمِّي الإسراع طَيَرانا كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "كلَّما
سَمِعَ هَيْعَةً طارَ إِلَيْها" 5. وكذلك قال الله عزّ وجلّ:
{يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ مَا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} 6 فذكر
الألسنة لأنَّ الناس يقولون: قال في نفسه وقلت في نفسي وفي كتاب الله
عزّ وجلّ: {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ
بِمَا نَقُولُ} 7 فاعلم أنَّ ذلك القول باللسان دةن كلام النفس.
الفصل الثامن والثمانون: في إضافة الشيء
إلى من ليس له لكن أضيف إليه لاتصاله به.
هو من سنن العرب كقولهم: سرْج الفرس وزِمام البَعير وتَمْرُ الشَّجَر
وغَنَمُ الراعي.
__________
1 سورة البقرة الآية: 257.
2 سورة النحل الآية: 70.
3 سورة البقرة الآية: 196.
4 سورة الأنعام الآية: 38.
5 أخرجه مسلم وغيره وتقدم.
6 سورة الفتح الآية: 11.
7 سورة المجادلة الآية: 8.
(1/269)
قال الشاعر: [من الوافر]
كما يحدوا قلائصه1 الأجير.
الفصل التاسع والثمانون: في الفرق بين ضدَّين بحرف أو حركة.
ذلك من سنن العرب كقولهم: دَوِيَ: من الدَّاء وتَداوى: من الدواء.
وأخْفَرَ: إذا أجارَ وخَفَرَ: إذا نقض العهد. وقَسَط: إذا جار وأقسَطَ:
إذا عدل. واقْذى عينه: إذا ألقى فيها القذى وقذاها: إذا نزع عنها
القذى. وما كان فرقه بحركة كما يقال: رجُلٌ لُعَنَةٌ: إذا كان كثير
اللَّعن ولُعْنَة: إذا كان يُلْعَن وكذلك ضُحَكة وضحكة. |